38serv

+ -

 قال الله تعالى في بيان منزلته صلّى الله عليه وسلّم وبيان صفاته الكريمة: “لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ”، وقال تعالى: “لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ”، وقال سبحانه: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.وقال الله سبحانه وتعالى في بيان مَنزِلَته العظيمة وصفاته الكريمة: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيرًا * وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً”، وقال تعالى مُنَوِّهًا بِذِكره ومكانته عنده ونعمته عليه: “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ*وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”.إنّ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة لم يبلغها أحد من الخَلق، فهو سيّد ولد آدم يوم القيامة، ولقد أُوتِيَ الشّفاعة العظمى الّتي اعتذر عنها أُولوا العَزْمِ من الرّسل والّتي اختصّه الله بها وآثره بها على العالمين.كَرَّمَهُ ربُّه عزّ وجلّ واختصّه بمكرمات جزيلة لم يعطها لأحد من قبله من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكلُّهم لهم منزلة رفيعة عند الله. عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “فضّلتُ على الأنبياء بِسِت: أُعْطِيتُ جوامع الكَلِم ونُصِرتُ بالرُّعْب وأُحِلَّت لي الغنائم وجُعِلَت لي الأرض طَهُورًا ومسجدًا وأُرسلت إلى الخَلق كافة وختم بي النّبيّون”.وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: “إنَّ الله اصطفى كِنَانة من ولد إسماعيل واصطفى قُريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “بُعِثت من خير قرون بني آدم قرنًا فقرنًا حتّى كنتُ من القرن الّذي كنت فيه”، وعن أبي إسحاق قال: سمعتُ البراء يقول: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحسنَ النّاس وجهًا وأحسنَه خَلقًا ليس بالطّويل البائن ولا بالقصير”. وعن البرّاء أيضًا قال: “كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مَربوعًا بعيد ما بين المنكبين، له شعر يبلغ شحمة أذنيه رأيته في حُلّة حمراء لم أر شيئًا قَطّ أحسن منه”، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “خدِمتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشر سِنين والله ما قال لي أُفًا قطُّ ولا قال لي لشيء لِمَ فعلت كذا وهلا فعلت كذا”، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “ما سُئِل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئًا قطُّ فقال لا”، وعن أنس رضي الله عنه قال: “ما سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الإسلام شيئًا إلّا أعطاه، قال فجاءه رجل فأعطاه غَنَمًا بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإنَّ محمّدًا يُعطي عطاء مَن لا يخشى الفاقة”.لقد بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فترة من الرّسل، حيث انتشر الظّلم وساد القتل وشاع النّهب والسّلب، وكان النّاس في فرقة وشتات، وكثُر الجهل فيهم، وعبدت الأوثان والأحجار من دون الله عزّ وجلّ، فقام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم داعيًا إلى الله تعالى بإذنه وسراجًا مُنيرًا، فدَعَا إلى إفراد الله سبحانه بالعبادة، وحرّر العقول والأفهام من أغلال الخرافة والأوهام، وحرّم السّلب والنّهب والعدوان، ومنع الاعتداء على الأنفس والأعراض والأموال، وعظم حرمة الدّماء، ودعَا إلى التّآخي والتّراحم والصّفاء، وحضّ على مكارم الأخلاق، وأرسى دعائم التّعايش السّلمي مع غير المسلمين.إنّ هذا النّبيّ العظيم الّذي نشر النّور والهدى، وأسّس أعظم حضارة بنّاءة نفعت الإنسانية وقامت على العدل والإنصاف وعلى الحقّ وحماية حقوق الإنسان وصيانتها، أيَليقُ بأحد ممَّن جهِل قدر هذا النّبيّ العظيم أن يتطاول عليه أو أنّ يُسيء إلى مقامه العظيم الّذي رفعه الله سبحانه وتعالى إليه؟!وإنّ الّذين أساءوا بالرّسوم الآثمة ارتكبوا أكبر خطيئة في حقّ الأديان والشّرائع والثّوابت والرّسل أجمعين.وأصبح من الضّروري على الأمّة الإسلامية أن تكون على مستوى المسؤولية، فتطبّق تعاليم هذا الرّسول العظيم وتقتدي به وتتأسّى بسلوكه، وأنْ توحّد صفوفها وتجمَع كلمتها وتصون عقيدتها وهويّتها، وأن تُدافع عن هذا الرّسول الكريم بما يوجبه عليها دينها الحنيف، وألّا تردّ على عبث الآثمين بأساليب كأساليبهم فلا نقتل ولا نعتدي، بل علينا نشر رسالته والدّفع بالّتي هي أحسن، وأن نفوّت الفُرصة عن كلّ مَن يتربّص بالإسلام والمسلمين شرًّا، لأنّ رسولنا صلّى الله عليه وسلّم إنّما بُعث رحمة الله للعالمين، قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، وكما أخبر هو عن نفسه صلّى الله عليه وسلّم فقال: “أَيُّهَا النّاس إنّما أنا رَحمة مُهْدَاة”، ولمّا آذاه المشركون قيل: يا رسول الله ادْعُ على المشركين، قال: “إنّي لم أُبْعَث لَعّانًا، وإنّما بُعِثت رحمة”.كلية الدراسات الإسلامية/ قطر

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: