سجلت معظم الأسواق الدولية ارتفاعا محسوسا لأسعار الذهب وتدعيما للمكاسب المسجلة مع نهاية العام الماضي وبداية السنة الحالية، بعد أن فقد المعدن النفيس حوالي 29% من قيمته وبلغ أدنى مستوى له منذ سنوات، ويرتقب أن تعرف أسعار الذهب محليا زيادة في غضون أفريل وماي المقبلين. `` استعاد سعر المعدن النفيس حيويته ليصل إلى حدود 1325,50 دولار للأوقية بنسبة نمو بلغت 10,2%، وساهمت إعادة تكييف السياسات النقدية للخزينة الفدرالية الأمريكية وتراجع سعر صرف الدولار وانخفاض نسب الإقراض للحكومة الأمريكية في تحسن مستويات الأسعار، حيث تحول الذهب مجددا إلى مادة “ملجأ” للكثير من المستثمرين.فضلا عن ذلك، ساهم تراجع وتيرة النمو في البلدان الصاعدة في ضمان استقرار لسوق الذهب، علما أن سنة 2013 شهدت عمليات بيع مكثفة للذهب من قبل المستثمرين بمقدار 881 طن، ما أدى إلى انهيار الأسعار، بينما لم تسجل سنة 2014 مثل هذه الظاهرة.و تجدر الإشارة إلى أن التقلبات المسجلة في الأسواق ساهمت في انخفاض محسوس لأسعار الذهب في الجزائر، حيث انعكس تراجع أسعار الذهب في البورصات العالمية على سعره في السوق الوطنية بداية السنة الجارية، إذ تدنى إلى 5600 دج للغرام بعدما تعدى سعره 8000 دج خلال السداسي الأول من 2013.وعرف سعر الغرام الواحد من الذهب المحلي في السوق تداولا ما بين 5500 و5800 دج، في حين يتراوح سعر الذهب المستورد بين 5800 و6000 دج، ويعاد بيع الذهب المستعمل ما بين 3300 و4800 للغرام ويتم شراؤه بـ3000 دج للغرام.وقد سجلت أسعار الذهب أكبر تراجع لها خلال 13 سنة الماضية، في 2013 إلى بداية 2014، حيث تدنت إلى حوالي 1206 دولار للأوقية بنسبة انخفاض بلغت 29%، قبل أن تسترجع مكاسب مع منتصف جانفي، لتظل مع ذلك في مستويات ضعيفة بعد أن عرفت الأسعار خلال أكثر من عشرية زيادة متواصلة.ولم تسجل أسعار المعدن النفيس في البورصات العالمية منحى تنازليا بمثل هذه الدرجة التي عرفها عام 2013 منذ 1981، وتسبب انهيار سعر الذهب في تراجع محسوس لمعادن مرتبطة به مثل الفضة أيضا.ويشدد الخبراء أن مستويات الأسعار ستظل مستقرة ما بين 1300 و1350 دولار للأوقية، مع تحسن المناخ العام في الدول الصناعية واستقرار أسعار النفط، ويساهم الطلب الآسيوي وخاصة الصين في دعم أسعار الذهب، وبالتالي تفادي إعادة سيناريو 2013، حيث كشف المجلس العالمي للذهب أن الصين قام بشراء أكبر كمية من الذهب متجاوزة لأول مرة الهند عام 2013، مستغلة تدني الأسعار وبروز طبقة متوسطة بدخل مرتفع، فقد زاد الطلب الصيني بنسبة 32% وبمقدار فاق 1000 طن.ولاحظ المجلس انتقال كميات هامة من الذهب من الأسواق الغربية إلى دول آسيا وخاصة الصين، وهو ما يجعل الأسعار تبقى في مستوى أعلى مما كان عليه في 2013.أما على المستوى المحلي، فإن أسعار الذهب بدأت تأخذ تدريجيا منحى تصاعدي، ولكنها بعيدة عن المستويات السابقة لبداية السداسي الثاني من السنة، ويفيد الخبراء أن ارتفاع الأسعار الحالية في السوق الدولية ستنعكس على السوق المحلية في غضون أفريل وماي المقبلين. ولكن سعر الذهب سيظل مع ذلك أقل من المستويات السابقة التي عرفها في 2012 بالخصوص.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات