تضع ”الخبر” ابتداءً من هذا العدد صفحة خاصة تصدر كل جمعة، تتضمّن ما جاد به قراء ”الخبر” المشتركون في صفحة ”منتدى الخبر” على الموقع الإلكتروني الرسمي للجريدة. هذا بعض ما كتبه قراؤنا، وتلبية لطلبهم، ها نحن بصدد نشر بعض أفكارهم، فواحد من هؤلاء آلمته الجرائم التي نقترفهافي حق البيئة من خلال الرمي العشوائي للنفايات المنزلية، فراح يكتب عن ذلك، وآخر يدعو السلطات إلى دراسة ظاهرة الانتحار التي باتت تنخر جسم المجتمع، وغيرها من ”الخواطر”. وتبقى آراء هذه الصفحة من صنع أقلام القراء ولا تلزم إلا أصحابها. للمشاركة معنا يرجى زيارة منتديات ”الخبر” والتسجيل فيه، فأهلا وسهلا بجميع قراء جريدة ”الخبر”، وإلى أقلامكم: الرابط:http ://montada.elkhabar.comمن يا تُرى ضحية اليوم؟سيرين بينما أنا أتخبّط في أوراق الامتحانات ومشاكل الجامعة ومشتقاتها، وبين خوف الفشل وحسابات السنوات لتحصيل الشهادة تطرأ على مسامعي مشاكل لضحايا مجتمع.. لا أدري كيف سأسميهم؟ هذه المشاكل التي صرت أسمعها وأراها ليل نهار، أنام على عقدها وأستيقظ على محاولة حلّها أو إيجاد تفاسير فقط على الأقل.. ضحايا لأمر جعله اللّه سبحانه حلا ويسرا ومودة وسكينة ووقاية للمجتمع، ولكن باجتهاد البعض جعلوه كرها وعذابا ومقتا ومشاكل بمخلفات مريرة.. سأتحدث وأكشف بعض أسرار ضحايا الزواج، ولكني اليوم سأرجّح الكفة لآدم وبكل روح رياضية، لأنه هو الضحية في تقريري هذا، رغم أننا لا ننكر جميعا وجود ضحايا كثيرات من حواء، لكني آزرت آدم لإنصافه بالقوة، إلا أن هذه القوة لم تصمد أمام نساء هذا الزمن.نعم نساء هذا الزمن، لأنه لا حماة الأمس ولا كنة البارحة اللتان كانتا تؤرقان آدم في معيشته وحياته ولأسباب مختلفة وكل من موضعه يراها بمنظوره الخاص، فالزوج يجدها تافهة والحماة تجدها تقليل احترام، أما الزوجة فتراها ظلما وتدخلا.. لكن بمقارنتي لمشاكل الأمس ومشاكل اليوم لم أجد أجوبة ..بل لاحظت عجبا عجابا ليس له مثيل..لقد كانت الزوجة منذ القديم مختلفة مع حماتها، نظرا لطبيعتيهما البشرية مختلفة الطباع، وبإضافة بعض من توابل الغيرة والحسد ومكائد النساء ..لقد كانت الزوجة بكل معنى لكل حرف من هذه الكلمة، تطيع زوجها وتغسل ملابسه وتنظّف بيتها وترعى شؤونه وشؤون أولادها، فترى ذلك الزوج حسن المظهر لا يبدو عليه تعب المشاكل العائلية على الأقل.. لكن الظاهرة التي أتكلم عنها اليوم هي ظاهرة فيروسية خطيرة من البداية وحتى النهاية.. فهل سمعتم بزوجة شابة حديثة العهد بالزواج تخبّئ ملابس زوجها متسخة في الخزانة؟ولن أترك لكم المجال لبعض الاحتمالات مثل أن زوجها عنيف أو غير إنساني أو ظالم، بل ركزت في تقريري على ضحايا من الرجال العاملين يوميا والملتزمين بالشعائر الدينية وبسير حسنة وساكنين لوحدهم يعني لا وجود للحماة. كما أنني لن أتحدث اليوم على زوجة كرهت الحياة مع زوجها، لأنه لا يفقه الحياة الأسرية أو زوجة اختلفت مع حماتها كما يختلف أي اثنين، بل دخلت في تفاصيل لم تكن موجودة بالأمس القريب ومشاكل طرأت هنا وهنا فقط.. تقول سيدة وهي أم لها ابن متزوج منذ عامين تقريبا: لقد تزوج ابني وعمدت إلى أن يسكن وزوجته في بيت مستقل، فقام بإجراءات الإيجار في ولاية عمله، وبعد أسابيع من ولادة ابنته بدأت اكتشف بعض الأمور من زوجته وإهمالها له، خاصة وأنها مكثت عندنا طويلا في تلك الفترة، حيث أحضر زوجها حقيبة من مكان عمله بها ملابسه المتسخة، فقامت بكل وقاحة بإعادة تهييئها وترتيبها ووضعتها في الحقيبة التي سيأخذها دون غسلها، وصدفة كان ذلك يوم غسيل فاتجهت للحقيبة وقد سألتها مسبقا هل هي مغسولة؟ فأجابتني بأنها نظيفة ومرتبة وفي أحسن هيئة، ولكن بخبرة السنين تبين لي أن الملابس غير مغسولة.. ففوجئت بهذه المرأة.. فنبّهتها ونصحتها وظننت أن الأمر انتهى. وأكملت السيدة بحسرة كبيرة: ”لقد ندمت يوم تركتها تسرح وتمرح دون رقابة في بيت زوجها مدة عامين كاملين، ولم أزرها لأني كنت أودّ توفير المشاكل على ابني وأتجنب ما حدث لأناس قبلنا.. ولكني تأكدت أن الحماة قديما كانت صائبة في بعض قراراتها”.وتكمل السيدة حديثها قائلة: ”والفاجعة الكبرى يوم زرت بيت ابني في غيابها طلبا من ابني لأن بيتي كان في حالة إصلاح، وعند دخولي البيت وجدت أن صاحبة المطبخ لم تعرف يوما كلمة نظافة، أما الشرفة فلا يمكن لأحد الذهاب إليها نظرا للفوضى ورغم ذلك لم أتكلم.. بعد ذلك زار أحد أصدقاء ابني في بيته فحضرت له العشاء، لكنني فوجئت بغياب الملاعق والصحون وبعض أدوات الطعام..اللحظة الحاسمة يوم نظفت ملابس ابني وهممت لأضعها في الخزانة بعد ترتيبها، فلاحظت قميصا يشعّ غبارا وينادي من بعيد ”اغسلوني”، فقررت حينها تفتيش الخزانة فوجدت معظم إن لم أقل كل ملابس ابني متسخة، بينما ملابسها نظيفة ومرتبة فقررت تأديبها وإرسالها إلى بيت أمها لإعادة تأهيلها.. أما السيد فيقول: ”زوجتي كسولة جدا إلى حدّ الخمول وباردة الأعصاب، لا تطهو لي الطعام ولا تقوم بأشغال البيت بحجج واهية ومرة من المرات طلبت منها تنظيف السيارة فرفضت بحجة أنها ستمرض إن خرجت للساحة فالطقس بارد؟ ونحن نعيش في بيت مستقل في طابق مستقل عن بيت أهلي، وقد جهزت البيت بكل شيء بما في ذلك أثاث المطبخ، ونظرا لخمولها فإن الورقة الملصقة والمكتوب عليها سعر الأثاث مازلت لحدّ الآن، أي أنه لم ينظف لحد الساعة.. ويضيف ”تخيّلوا مرة كنا في السيارة فطلبت منها وضع حزام الأمان فرفضت، وقالت: ليس لديك الحق بأمري”، أما مواطن آخر فقد تشارك مع السيد السابق في المعاناة دون أن يعرفه لأن زوجتيهما متطابقتين تقريبا؟يقول ”ع.م” وهو إنسان متدين وملتزم ومحترم جدا بشهادة الجميع: لي صديق أعتبره أخي الأكبر متزوج وتكبرني زوجته بسنين لذلك اعتبرتها أختا لي.. علما أنني متزوج، وفي نفاس زوجة صديقي جئت بزوجتي لتعينها على شؤون البيت إلى حين شفائها، وكان كل شيء عاديا، ولكنها بعد أيام طلبت مني تضييع بعض دقائقي لتخبرني بأمر ما قائلة: ”لو لم أعتبرك أخي الأصغر لما قلت لك”، فقلت أبشري، فقالت: زوجتك، وللأسف، منذ أن قدمت إليّ لم تساعدني في شيء، بل أنا من كنت أقوم بكل شيء بل وكنت أحضر لها الغداء والعشاء وكانت تنام كل اليوم وكنت أنا من ينظف ويغسل ويستقبل الضيوف وكأنها غير موجودة بل وصارت عبئا علي..”، والمدهش يا أخي أنك تزوجتها على أساس التزامها وتدينها إلا أنني واللّه شاهد على قولي منذ قدومها لم أرها تصلي قط، وقد مكثت عندي قرابة الشهر ”. يكمل السيد ”فذهلت مما باحت به وصدمت لأنني تزوجت بهذه المرأة، وأصبحت أراقب زوجتي وأصور أماكن من بيتي كغرفة الجلوس لأعود بعد أسبوع وأقارنها فأجدها لم تتغير، أصبحت كالمجنون، ذررت بعضا من الفتات في الرواق وذهبت لعملي وبعدة عودتي وجدت مازال في مكانه أي أنها لم تنظف البيت.. يا إلهي لماذا تزوجت إذن..؟”.بعد قراءتي وإياكم تصريحات الضحايا هل لي أن أسألكم: هل هاته هن النساء التي ذكرهن الشاعر على أنهن مدرسات؟ صرت عندما أسمع أصوات السيارات والزغاريد أسأل: ”من يا ترى ضحية اليوم؟”.عندما ننتقل من هدم الأديان إلى هدم الإنسانسارة سارة واحسرتاه على المجتمع الذي نعيش فيه، كيف لا نتحسر وفيه جلّ التناقضات وكل آثار الانحلال تفشت فيه حتى أصبح الأمر عاديا فلا الرجال رجال ولا النساء نساء، خصوصا بعدما تمكنت الثقافة الغربية من شبابنا كما يتمكن حليب الأم من جسد الرضيع..نعم إنهم يشبهون الرضع الذين لا حول لهم ولا قوة، يأخذون كل ما يقدم إليهم دون البحث في الأسباب أو ما يلائمهم، وهذا ما يهدف إليه الغربيون الذين توصلوا بعد أبحاث عديدة أن هدم إنسان أسهل بكثير من هدم الأديان، باعتبار أننا نحن العرب مسلمون بالوراثة والإنسان العربي لا يتنازل عن إرثه لكنه بدأ يتنازل عن شرفه وأخلاقه، بيد أن المتجول في الشارع يرى عقولا فارغة في أجساد أنيقة، فالمرأة المتحضرة هي التي تواكب آخر صيحات الموضة العالمية وتتفنن في استمالة وإغواء أكبر عدد من الرجال، وكذا الرجل المثقف والمتحضر هو الذي يتشبه بالممثلين وتتجسد رجولته في هتك عرض العديد من الفتيات ببراعة مفتخرا بذلك أمام الأصحاب.هذه هي ثقافة التحضر عند شباب اليوم، والتي تمكّن الغرب من الترويج لها بفضل العولمة في مختلف البلدان الإسلامية، وللأسف ضرب شبابنا القيم والأخلاق والشرف عرض الحائط وراحوا يستهلكون كل ما هو مستورد من أكل ولباس وأفكار، وتعدّ هذه الأخيرة الأخطر على الإطلاق، لأن من شأنها تدمير كيان إنسان.يمكن للمرأة أن تنجح وهي بكامل أنوثتها وشرفها دون تقليد المرأة الغربية والتشبه بالرجال أو بيع نفسها وشرفها من أجل الحصول على منصب أو باقي ملذات الحياة، وكذلك الرجل تتجسد رجولته الحقيقية في الترفع عن سفاسف الأمور والخوف من اللّه والمحافظة على شرف وعرض الفتاة حتى لو هي عرضت نفسها عليه .هذه حياتنا كما يجب أن تكون، ولطالما أردنا وأسلافنا الحياة الكريمة بعيدا عن الاستعمار الذي كان في السابق يستخدم أسلحة القتل والتجويع وحتى التنصير المباشر، ولكن في شكله الجديد أصبح التدمير فكريا وأخلاقيا باستخدام أسلحة أشد فتكا تقوم على إلغاء الفكر الخاص للفرد والتخلي أو حتى التنكر للثقافة الأصلية والقيم الاجتماعية والأخلاقية، ونحن نقترب من محو ثقافتنا وحضارتنا العربية الإسلامية بأنفسنا .فهل يحق لنا بعد كل هذا أن نفرح ونفتخر أمام العالم أننا مستقلون، في حين نحن شعب إمّعة وتبّع.التربيـــــــــــــــــةسالي- الجزائر التربية هي عملية اجتماعية تعمل على إعداد الفرد للتكيف والاندماج في المجتمع لهذا نجدها في البيت، المدرسة، مكان العمل، المؤسسات الثقافية والإعلامية والتربوية، فالتربية هي تنمية شخصية الفرد اجتماعيا إلى أقصى درجة، وذلك من خلال تطوير إمكاناته لنصل إلى شخصية الإبداع فتصبح هذه الشخصية قادرة على تطوير ذات الفرد ومجتمعه، باعتبار أنه لا ينظر إلى شخصية الفرد على أنها مستقلة عن المجتمع الذي وجدت فيه، فهي لا توجد ولا تنمو إلا من خلاله.مفهوم التربية: للتربية معنيان، لغوي واصطلاحي.1-المعنى اللغوي: جاء في لسان العرب لابن منظور: ربوت أو أربو في بني فلان أي نشأت فيهم وربيت فلانا أي غذيته، وجاء في القرآن الكريم ”وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت”. وأصل التربية في اللغة العربية: من كلمة ربا ومعناه نما وزاد، وهو المعنى الواسع والشامل للتربية لكون هذا النمو والزيادة يشمل جميع جوانب الشخصية(عصبية، عقلية).وللتربية في اللغة العربية مثل ما لها معنى واسع لها معنى ضيق فلها دور في غرس معلومات ومهارات معرفية من خلال مؤسسات وضعت لهذا الغرض أي أن التربية=التعليم.2-المعنى الاصطلاحي: يختلف العلماء والمفكرون في تعريفهم لمصطلح التربية، وهذا الاختلاف راجع إلى اختلاف المجتمعات وتباين فلسفتهم، حيث يقول المفكرون المسلمون في التربية ما يلي: -أبو حامد الغزالي: التربية هي صناعة التعليم، وهي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يمارسها .-مالك بن نبي: يتناول هذا المفكر من خلال مفهوم الثقافة أن الثقافة المربية هي مجموع الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية منذ ولادة الإنسان في الوسط الذي يعيش فيه.أما مفكرو الغرب فيقولون في التربية:-أفلاطون: التربية هي أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن له.-جون جاك روسو: إن واجب التربية أن تعمل على تهيئة الفرص الإنسانية كي ينمو الطفل على طبيعته انطلاقا من ميوله واهتماماته.تحليل العملية التربوية: تقسم العملية التربوية إلى:1-أقطاب العملية التربوية: وهم:المربّي: وهو الأساسي والمقصود بالتربية من خلال تنمية قدراته، وهو الذي يتولى العملية التربوية، حيث يقوم بتقديم المحتوى التربوي بأسلوب يمكّن المربي من التعلم والاكتساب.المحتوى: هي الثقافة الاجتماعية وما تحتويه من معارف وسلوكات ومهارات تساعد المربي على أن يكون فردا متكيفا في بيئته ومجتمعه .2-فروع ومجالات التربية: تتفرّع التربية إلى التربية الجسمية، التربية الخلقية، التربية الدينية، والتربية المهنية.3-أبعاد التربية:البعد الأول: وهو بعد عام يقصد به التربية كممارسة اجتماعية، حيث تهتم برعاية الأطفال والمراهقين والراشدين إلى حدّ ما لتكوين شخصيات متكاملة والإعداد للحياة الاجتماعية، وهي تتميز بالاستمرارية أي منذ الولادة حتى الموت، وبالاعتماد على التأثير المباشر وغير المباشر في المؤسسات الاجتماعية (البيت، المدرسة، المسجد..).البعد الثاني: وهو البيداغوجيا، وتعني توجيه الطفل وهو يخص التربية كعلم أو علم التربية، وتهتم البيداغوجيا بالدراسة العلمية للظواهر والنشاطات واستخلاص الحقائق المختلفة والقوانين والعمل على تطبيقها لمحاولة الإلمام بها.متى يتمّ تدمير مملكة الصعاليك؟عبد المالك كما هو معروف لقد أصبح الجزائريون ينامون ويصحون في الآونة الأخيرة على أخبار قضايا الفساد متنوعة وغريبة، لم يسبق لها مثيل لقضايا الفساد على جميع المستويات وفي جميع القطاعات دون استثناء.. لقد برزت مافيا قوية من الفساد الكبير وأبطالها من السلطة وأدواتها. وتسارعت شبكاتها الإجرامية في غياب تام لأجهزة الرقابة والقمع، وأشهرها فضائح سوناطراك والخليفة و«26 مليار”، والفضائح الخفية لبرامج الانتعاش الاقتصادي والبنية التحتية.. وغيرها.ورغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي أحدثتها وسائل الإعلام حول جرم هؤلاء الذين حوّلوا الجزائر إلى جمهورية الفساد.. بقيت جرائمهم حبيسة أدراج المحاكم لأسباب مجهولة، إذ لا حديث عن العقاب. والفاعلون يسرحون ويمرحون، بل ويجدون متسعا من الوقت لإعادة ضخّ ما نهبوه في مشاريع جعلت منهم أثرياء يتحكمون في بطون وجيوب المواطنين. وهذا بسبب نوم وبطء إجراءات العدالة وصمت الهيئة الوطنية للوقاية ومكافحة الفساد التي أنشئت منذ عام 2006، وفي انتظار تفعيل أجهزة أخرى، والتي تبقى في الاتجاه نفسه، يبقى الفساد ينخر الجزائر من كل جانب ولكن نتساءل.. هل هناك إرادة حقيقية للنظام في القضاء على الفساد؟ أم يصبح من حماة عصابات الإجرام، بتظاهره فقط في محاربة الفساد شكليا لتنويم الرأي العام؟ أم الفصل في قضايا الفساد بكل أنواعه معقد للغاية؟ مثلما قال الأستاذ فاروق قسنطيني.الوظيفة في الجزائرهشام يرجانة لا يختلف اثنان أن قطاع الوظيف العمومي في الجزائر يعلن سنويا عن العديد من مناصب الشغل الشاغرة، كما يتفق الكثيرون أن فرص التوظيف ازدادت بنسب كبيرة منذ مدة طويلة، لكن يرافقها شيء مهم جدا في معادلة التوظيف في الجزائر، ألا وهو خريجو المعاهد والجامعات، بالإضافة إلى البطالين من عديمي المستوى التعليمي ومن غير حاملي الشهادات، وهنا مكمن الخلل.إن الوظيف العمومي يشبه إلى حدّ كبير ميزان العرض والطلب الذي تقاس به الأسواق وتحدد به الأسعار، والملاحظ اليوم أن عدد المناصب التي يتم توفيرها سنويا لا تمثّل إلا نسبة ضئيلة جدا بالنسبة لطالي العمل، فنسبة الحصول على وظيفة كالنقطة البيضاء في الثور الأسود. ومن بين الأسباب التي زادت من حدة هذا الخلل، تراكمات سنين من المتخرجين المحالين على البطالة، فهناك من تخرّج من الجامعة منذ عشر سنين إلا أنه لم يحصل على فرصته بعد، بالرغم من الملفات والمسابقات التي يشارك فيها الباحثون عن العمل طيلة أيام السنة، ورغم السياسة المتبعة في ميدان الشغل، كمشاريع ”أونساج” وعقود ما قبل التشغيل، إلا أنها لم تثبت نجاعتها على الأقل في الوقت الراهن، فمعظم الشباب العاملين بنظام عقود ما قبل التشغيل ينظرون إلى أنفسهم وكأن القطار يفوتهم يوما بعد يوم، خاصة إذا لم يتم دمجهم .إن إحداث توازن بين طالبي العمل وفرص العمل المتاحة ليس بالأمر الهين، بل يحتاج إلى تكاثف الجهود، وبحث معمّق ومحاولة دعم الاقتصاد الوطني بمصانع ضخمة من شأنها أن تمثّل وعاء يحتوي الكم الهائل من طالبي العمل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات