لم يرعب اهتزاز الأرض، بأكثر من أربع درجات، الجزائريين، إثر زلزال بومرداس، ليلة أول أمس، بقدر ما صدمهم صدق التنبؤات وثبوت الرؤية بإعلان الرئيس بوتفليقة ترشحه للانتخابات. ليزلزل ”النبأ العظيم” صفحات مواقع التواصل الاجتماعي رفضا للعهدة الرابعة، أو بالأحرى ما وصفه الفايسبوكيون بـ”الهردة الرابعة”.فقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي ما وُصف بالتوضيح وتبرئة الذمة، مباشرة بعد الإعلان عن ترشح الرئيس، وتصريح عبد المالك سلال بأنه وجد في خرجاته الميدانية عبر 46 ولاية التي زارها إلحاحا من المواطنين على مطلب ترشح الرئيس. وجاء في هذا التوضيح الذي تم تناقله على نطاق واسع ”أنا مواطن جزائري أعلن رسميا أني لم ألتق بالسيد عبد المالك سلال ولم أتصل بالسيد عبد العزيز بوتفليقة ولم ألح عليه بالترشح للانتخابات الرئاسية، كما قال سلال وأشيع في اليتيمة، لا من قريب ولا من بعيد بأي طريقة كانت مباشرة أو غير مباشرة.. كتبت هذا التوضيح إبراء للذمة ولاستعماله في حدود ما يسمح به القانون”.ولم يمر اهتزاز الأرض تحت أقدام الجزائريين مرور الكرام، فهي حسب رواد الفايسبوك: ”ترقص طربا بترشح بوتفليقة”. صفحة ”شبكة راديو طروطوار” كتبت معلقة على خبر ترشح الرئيس: ”نعم لحكم شخص مريض لا نسمع عنه إلا عن طريق التصريحات المكتوبة، نعم للرداءة، نعم للحڤرة، نعم للدولة العسكرية وتدخل الجيش في كل شيء، نعم للفساد: سوناطراك 1، سوناطراك 2، سوناطراك 3... نعم نعم نعم لكل هذا. نعم للفوضى، نعم للعهدة الرابعة يا فخامته”.ونشرت الصفحة عدة صور تعبّر عن الرفض التام لترشح الرئيس، كتبت في إحداها ”لا للعهدة الرابعة، احترموا عقولنا، الجزائر أكبر من أن يحكمها شيخ مقعد يتحكم به شلة من اللصوص”. صفحة ”المنظمة الجزائرية لمناهضة الشيتة والشياتين لم تخرج عن النسق”، فبشرت مشاركيها بخبر عاجل: ”الجزائر تصبح مملكة آل عبد العزيز الرابع” وأعقبه المشرفون على الصفحة بـ«هذا ما يريده بوتاف وتوفيق من الشعب فعله، يريدوننا أن نترك لهم الوطن، أن نغرب عن وجههم كي لا ننغص عيشة ترفهم، يريدون من الفقراء أن يرحلوا، من الشباب أن يرحلوا، من أولاد الوطن الأحرار أن يرحلوا.. بصح والله ماني رايح، قاعد على قلوبهم شاؤوا أم أبوا، حتى أرى بعيني الجزائر كما يحلم بها الكل”.تعاليق المشاركين في الصفحة جاءت في السياق، فكتب أحدهم ”الجزائر ستصبح أول بلد يحكمه رئيس من ذوي الاحتياجات الخاصة”، وعلق آخر: ”إذا سكت الجزائريون عن هذا الترشح فنحن أرذل شعوب الأرض”. وصبت جميع التعاليق في الاتجاه ذاته، فهذا يقول ”عمره 77 عام، مُقعد على كرسي متحرك، مُصاب بسرطان في المعدة، يُعاني من مرض الكلى، مُصاب بجلطة دماغية، صوته مبحوح ومختنق، عيناه جاحظتان غائرتان، يده اليسرى تتحرك بصعوبة، يعاني بشدة ليوصل فنجان القهوة إلى شفتيه... وما خفي أعظم.. مع كل هذا يريد أن يخلد على رأس دولة تحاصرها المشاكل من كل صوب، وقد غرقت في فساد غير مسبوق ميّز 15 عاما من حكمه الذي جمع فيه حوله القتلة واللصوص والسفهاء”.وبالطبع لم تخل التعاليق من صور أبدع فيها أصحابها تظهر الرئيس في ثوب المحارب ”غلادياتور” تارة، وأخرى في ثوب الإمبراطور، ويظهر في فيديو متحديا أبطال الرياضات القتالية على رأسهم جون كلود فوندام الذي استعرض قواه في إعلانه الأخير، وهو الفيديو الذي ”استنسخه” الفايسبوكيون ليعوضه الرئيس، وأرفقوه بتعليق جاء فيه ”بوتفليقة يصنع المعجزات ويتحدى بريسلي وفوندام وآرنولد والشيخ نوريس وجاتلي وووو.. الخ”. ونختم سيل التعاليق بما كتبه من وصف نفسه بالمواطن المغبون والبائس ”رفقا بالفقاقير”. .
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات