فرنسا أعلنت الحرب على الإسلام وليس الحرب على الإرهاب كما يدعون. وهذا بعد أن فشلت الولايات المتحدة في هذه المهمة بعد حربها على الإسلام باسم الإرهاب خلال العشرية الماضية.أولا: لا يمكن أن نصدق ما تقوله السلطات الفرنسية من أن حربها موجهة ضد الإرهاب والتطرف الإسلامي وليس ضد الدين الإسلامي أساسا فوق أراضيها وفي أصقاع العالم العديدة، ففرنسا التي تسمح بتصوير الرسول (ص) على أنه كبير الإرهابيين الدمويين وتعتبر ذلك من أسس حرية التعبير، لا يمكن أن تقنعنا بأنها ليست ضد الدين الإسلامي وهي تسمح بإطلاق هذه الأوصاف على مؤسس الدين ! فما هو الدين الإسلامي غير الإرهابي الذي لا تحاربه فرنسا إذا كان الرسول (ص) مستهدفا كإرهابي (كبير) في نظر دعاة حرية التعبير في فرنسا؟ ! فلا يمكن أن يكون رسول الدين إرهابيا ودينه الذي اعتنقه ثلثا البشرية غير إرهابي؟ ! أين المنطق الديكاردي الفرنسي في أقوال حكام فرنسا هذه ؟ !ثانيا: كيف تحاكم فرنسا كل من يسيء لليهود باسم معاداة السامية، ولا تحاكم من يسيء للمسلمين باسم الإسلام فوبيا؟ ! وقضية شارلي إيبدو لو عالجها القضاء الفرنسي بما تستحق عندما عرضت عليه ثلاث مرات ما كانت لتصل إلى هذه المجزرة الرهيبة، وبالتالي إلى حالة الحرب الأهلية المعلنة في فرنسا بأبعاد دولية.. وبقيادة صهيونية ولا أقول إسرائيلية.في كل الشرائع والدول عندما تختفي العدالة يحضر العنف... فالملاحظ أن ما تعرضت له أمريكا في أحداث سبتمبر 2001 كان نتيجة إعلان أمريكا نفسها أنها سيدة العالم، وباسم هذه السيادة مارست المظالم عبر العالم وخاصة ضد الإسلام والمسلمين. ولعل فرنسا الآن تحاول تكرار تجربة أمريكا ولكن من دون قوة أمريكا.ثالثا: تدويل الصراع بين أقلية صهيونية فرنسية استخدمت السلطة الفرنسية ضد الإسلام والمسلمين فوق أراضي فرنسا لا يحل المشكلة بل يعقدها.هل كانت فرنسا في حاجة إلى إنجاز هذا العداء الذي تفجر ضدها عبر العالم الإسلامي بسبب هذه الرسوم المسيئة للرسول (ص)؟ !عندما نسمع بأن وزيرا فرنسيا دعا إلى قطع الضمان الاجتماعي عن المسلم الذي لا يقف دقيقة صمت على أرواح ضحايا شارلي إيبدو، أتساءل أين الحرية إذن في بلد الحرية؟ ! إذا كان الإنسان لا يستطيع حتى التعبير عن رأيه في الوقوف دقيقة صمت؟فرنسا الحرية هنا أصبحت وكأنها دولة من العالم الرابع وليست فقط دولة من العالم الثالث في مجال الحريات.. فرنسا كل سنة تفقد قيمها وتفقد معها ريادتها في أوروبا وفي العالم بسبب تدهور مستوى أداء حكامها ونخبها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات