يشهد سوق “الخير” لبيع وشراء واستبدال السيارات القديمة الكائن بحي 8 ماي 1945 بسيدي عيسى في ولاية المسيلة، استقطابا لمئات من المواطنين البسطاء من مختلف الولايات، رغم الفترة القصيرة التي لم تتجاوز أقل من شهر على افتتاح هذا الأخير.وترجع حالة الاستقطاب هذه، حسب العديد من العارفين، إلى وفرة السيارات بشقيها النفعي والسياحي، الأمر الذي يمنح الزبائن، وأغلبهم من طبقة البسطاء، أريحية في البيع والشراء أو الاستبدال، بالإضافة إلى المعاملات الإدارية الشفافة التي تضمنها إدارة قائمة بذاتها، وعلى الفور وبمجرد التوصل إلى اتفاق بين البائع والشاري أو الراغب في استبدال سيارته بما يعرف لدى أصحاب الحرفة بعملية “التبديل” (أي التبراز)، عكس ما راج عن هذه السوق مؤخرا عن أنها نسخة لـ”الوعد الصادق” الكائن بمدينة سور الغزلان على بعد كيلومترات قليلة عن هذا الأخير، أو سوق الريح كما يصطلح على تسميته الكثير من المواطنين.“الخبر” التي زارت ووقفت على النشاط بهذه السوق عن قرب وتحدثت إلى مواطنين جاءوا من عديد الولايات للمعاينة قصد البيع أو الشراء أو استبدال سياراتهم، أجمعوا في معظمهم على المعاملة الشفافة التي تقوم عليها هذه الأخيرة، سواء من ناحية الالتزام بالقواعد التجارية المعمول بها، أو من حيث فتح المجال واسعا للبسطاء غير القادرين على اقتناء أو الوقوع تحت طائلة قانون العرض والطلب الذي تقوم عليه العديد من أسواق السيارات على المستوى الوطني.وحسب مسير السوق، مخلوفي الطاهر، فإن هذا الفضاء الجديد، بغض النظر عن مناصب الشغل التي وفرها، والتي ناهزت الـ50 منصبا دائما عبارة عن حراس ولحامين وميكانيكيين وأعوان إدارة وغيرهم، فإن مبدأ الشفافية في التعامل مع الزبائن يبقى من بين أهداف السوق. هذا الأخير يضمن عملية اقتناء السيارات القديمة بالأسعار المتفق عليها ليقوم بعرضها مباشرة للبيع، بعد أن يتم تشطيب الوثائق واستلام الزبون لثمنها فورا، وتبقى مهمة السوق إعادة بيعها وكسب هامش ربحه منها، نفس الأمر في حالات الاستبدال ودفع الفارق إن وجد فوريا، ما يعني أن البائع والشاري أو المستبدل في هذه السوق يقف على معاملة شفافة وتسوية وثائقية فورية.وحسب ذات المصدر، فإن سبب شهرة سوق “الخير” القياسية تعود إلى المكانة التي تحتلها سيدي عيسى منذ منتصف الثمانينات عندما كانت سوقا رائجة للسيارات على المستوى الوطني، قبل أن تندثر معالم هذا الأخير لأسباب شتى. وتضمن سوق “الخير”، اليوم، فرصة للمئات من البسطاء لاقتناء سيارة بأسعار في المتناول أو بيع أو استبدال حسب الحاجة لذلك، وللغاية التي يهدف إليها السوق على أنه سوق “الخير” وليس شيئا آخر.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات