قررت شركة أناداركو البترولية الأمريكية طرح مجموعة من أصولها في الصين وعدد من دول العالم للبيع، بغرض إعادة استثمارها في سوق الطاقة الأمريكي، في وقت تبدي الشركة العالمية تمسكا بأصولها في الجزائر التي لا تزال تدخل ضمن استراتيجيتها الجديدة الرامية لتعزيز قدراتها الإنتاجية في العالم، وإعطاء الأولوية للسوق الأمريكية في خيارات الاستثمار.أفادت تقارير دولية أن شركة أناداركو ستتنازل عن أصولها في الحقل البترولي الصيني الذي يقع في خليج بوهاي بالبحر الأصفر، إلى شركة المساهمة الصينية “برايتويل بترول” مقابل 1.075 مليار دولار، حيث سيتم عقد الصفقة هذه السنة، وكانت أناداركو تبيع حصة يومية من البترول في هذا الحقل تقدر بـ11 ألف برميل يوميا.وتتبع أناداركو استراتيجية جديدة ترتكز على الاستثمار المكثف في الحقول البرية والبحرية في أمريكا الشمالية، خاصة الولايات المتحدة، مع الإبقاء على الأصول الكبرى لها في باقي مناطق العالم، على غرار حقل المرك الجزائري الذي شرعت أناداركو بالإنتاج فيه بالشراكة مع سوناطراك. وتقوم أناداركو في مقابل ذلك بالتخلص من أصولها في عدد من مناطق العالم لتمويل أعمال التنقيب المقبلة والجارية، حيث وقعت تفاهمات ببيع أصول في سنة 2013 بحوالي 4.5 مليار دولار.وعززت استثمارات أناداركو في أمريكا الشمالية من قوة أدائها سنة 2013، حيث ارتفع إنتاج الشركة العالمية بـ25% في الولايات المتحدة وحدها، وينتظر أن تنتهي الشركة من مشروع مصنع لونكاستر وأنابيب النقل “فرونت رنج” في الولايات المتحدة قبل نهاية الثلاثي الأول للسنة الجارية، كما أن احتياطات أناداركو في خليج المكسيك سترتفع بفعل الاكتشافات المحققة، ما سيقوي من وضعيتها الخارجية مع منافساتها في العالم، فضلا عن استثماراتها في حقول إفريقية بغانا والموزمبيق والجزائر.وقد شرعت أناداركو بالشراكة مع مجمع سوناطراك في نهاية السنة الفارطة، في الإنتاج بحقل المرك في ولاية إليزي أحد أكبر حقول النفط في الجزائر باحتياطي يبلغ 1.2 بليون برميل من النفط. ويُتوقع أن يساهم هذا المشروع في رفع إنتاج حوض بركين إلى أكثر من 300 ألف برميل من المحروقات يومياً، أي أهم إنتاج بعد حاسي مسعود الذي يضم 70% من احتياطي النفط في الجزائر، بحسب الموقع الإلكتروني لسوناطراك. وكلف هذا المشروع الذي تملك سوناطراك 51% من حصصه مقابل 49% لأناداركو، 4.5 مليار دولار منها 3.2 مليار لبناء مصنع لتصفية النفط الخام.وبتجديد الثقة في استثماراتها بالجزائر، تكون أناداركو قد خالفت استراتيجيات شركات أخرى فضلت الانسحاب كليا أو جزئيا من سوق الطاقة الجزائري، رغبة منها في إعادة استثمار أصولها المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتطوير حقول الغاز والبترول الصخري في الولايات المتحدة، بعد الطفرة التي تحققت بفضل قدرة التكنولوجيا على استغلال هذا النوع من المحروقات.وكانت شركة “بتروسلتيك” الإيرلندية قد أعلنت رسميا قبل أسبوع عن بيع حصة تقدر بـ18.4% من أسهمها في حقل إيزيرين بإليزي لمجمع سوناطراك، بقيمة 180 مليون دولار. وسبقتها إلى ذلك شركة كونوكو فيليبس الأمريكية التي باعت أصولها في الجزائر إلى شركة بيرتامينا للنفط والغاز الإندونيسية مقابل 1.75 مليار دولار، ويتملك فرع الشركة في الجزائر حصصاً في ثلاثة حقول نفطية كبرى، كانت تنتج في المتوسط 11 ألف برميل من النفط المكافئ يومياً.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات