الحياة ماضية والموت ينهش من جسدِ الحياة قطمة، ويتناول من مائدة الحياة حيناً بعد الحين لقمة، فتضجّ الحياة بالأنين وتضجّ بالبكاء والحنين، ثم تلتئم الجراح وتمضي المسيرة إلى الأمام والموت أضعف من الحياة، والناس يذهبون ويجيئون.. والمقصد من كلامي أن تعمل على تحقيق الهدف المنشود في هذه الحياة الذي من أجله خلقك رب الحياة وواهب الوجود، والمقصد أن تكون محققا لذاتك ونفسك في هذه الحياة الدنيا، وفي هذا الوجود، وإلا فإلى أي هدف تعيش؟ والإنسان يشقى ويتعب وشقاؤه الأبدي عندما لا يحدد لنفسه هدفاً، ويشقى شقاء أبدياً عندما يتخذ هدفا ثانوياً هدفاً رئيسياً وغائياً، فيأتي بمركز الدائرة ليزيحه بعيدا إلى المحيط، ويأتي بنقطة تافهةٍ من على المحيط ليزيحها قصراً وعمداً إلى مركز الدائرة ليشوه ويفسد صٌورة الوجود، لكي يصبح الهدف الرئيسي هدفاً ثانوياً قد أُلقي ورُمي هناك في هامش الشعوب، ويجرّ بعد ذلك الهدف المرحلي الثانوي التافه ليجعله متمركزاً في مركز الحياة إليه يسعى ومن أجله يعيش.. فأي حياة هذه فقد شوّه الوجود؟
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات