جرائم البيئة في الجزائر.. إلى أين؟

+ -

 جرائم لا تحدث إلا في البلدان السائرة في طريق التخلّف!تتعدد الجرائم في العالم، وتتعدد معها الأسباب والوسائل، وفي موضوعنا هذا سوف نتحدث عن جرائم من نوع خاص، جرائم لا ترتكبها إلا الدول المتخلفة، ورغم أن هناك من يجزم أن الجزائر تجاوزت درجة التخلف، وأصبحت من البلدان ”المتقدمة”، أو على الأقل من البلدان السائرة في طريق التقدم، لكن هذا الوصف باطل ويعدّ تعسفا في حق التقدم، كيف لا وأنه في جزائر 2014 مازالت هناك مناظر ومظاهر تشمئز منها النفوس. لن نتحدث عن الجرائم التي تتعلّق بالأشخاص، فلو خضنا في هذا الموضوع سيكون الأمر أدهى وأمرّ، لكن اليوم سوف نتحدث عن جرائم الطبيعة، عن جرائم نظافة الأحياء والمجمّعات السكنية، جرائم التعدي على المساحات الخضراء برمي الفضلات والقاذورات.. لافتات ”ممنوع رمي الأوساخ” أصبحت كدليل للأماكن رمي النفايات.عندما يصبح كل شيء بالمقلوب، وفي زمن أصبح فيه كل شيء يفهم بالعكس، فلا عجب أن لا تؤدي لافتات ”ممنوع رمي الأوساخ”، أصبحت هذه اللافتات تؤدي دورها بشكل فعال جدا، لكن للأسف بالعكس، حيث أينما تجد لافتة تحمل هذه العبارة إلا وجدت بجانبها جبالا من القمامة، وكأنها أصبحت علامة لأماكن رمي الأوساخ، أو ربما بعض البشر لا يفرّقون بين ”الممنوع والمسموح”.في الأماكن العمومية، مداخل البنايات الرسمية، الأودية.. كلها أماكن لم تسلم من القمامة. وأنت تتجوّل في بعض المدن الجزائرية، إن لم نقل كلها، إلا وتصادفك كل أنواع القمامة، مأكولات، ملابس، أشياء لا تكاد تعرف ما تكون، روائح كريهة، قطط، ناموس، كل شيء يوحي بكارثة بيئية، ناهيك عن المنظر الجمالي للطبيعة والمدينة، وحتى شاحنات جمع القمامة لا تحترم أماكن رمي النفايات وكذا طريقة جمعها، بالإضافة إلى السكان الذين لا يحترمون مواقيت إخراج قماماتهم، وهذا ما أشار إليه مسؤول إحدى البلديات بشرق البلاد، حيث أكد أنه بالرغم من الإعلانات المتكررة عن مواعيد رمي القمامة، إلا أن أغلب السكان لا يلتزمون بالمواعيد المحددة ويرمون قمامتهم في أي وقت وفي أي مكان.تلوث البيئة.. جريمة لا تغتفريعتبر تلويث الطبيعة من الجرائم التي توجب العقاب، فتلويث المحيط يولد بيئة عفنة مليئة بالأمراض التي ينقلها البعوض، ناهيك عن تلوث المياه، وبالتالي تلوث كل أنواع المحاصيل الزراعية التي نأكلها. وقد حصلت عدة تسممات في كل أنحاء الوطن، خاصة في فصل الصيف، وعليه يجب علينا جميعا أن نحارب هذه الظاهرة بلا هوادة، والبداية تكون بتنظيف محيطنا، ثم توعية السكان وحتى المسؤولين- لمَ لا- بحجم الضرر الذي يخلقه الرمي العشوائي للقاذورات.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات