يدور الحديث حاليا عما يجري وما يدبّر خلال الربع ساعة الأخير، الذي يفصلنا عن نهاية آجال سحب استمارات الترشح للانتخابات الرئاسية الأكثر جدلا وتشنّجا في تاريخ الجزائر المستقلة، وكأن القائمين على إخراج هذه الانتخابات يريدونها على طريقة المباريات الكروية الأوروبية التي يؤمن فيها اللاعبون والمشجعون، على السواء، بإمكانية قلب النتيجة إلى آخر دقيقة من المباراة، معتمدين في كثير من الأحيان على خبرة اللاعبين المخضرمين، وهو ما يفسر دخول السياسيين المخضرمين في بلادنا خلال الربع ساعة الأخير من اللعبة قبل حسم أمور الترشيحات، من أمثال طالب وبن يلس وحمروش وآخرهم الرئيس بوتفليقة، محاولين إضافة المزيد من “السوسبانس” إلى المشهد السياسي الحالي، وربما متعمّدين حرق أعصاب الشعب إلى آخر دقيقة من الربع الأخير.لا أريد الخوض في هذا الموضوع كثيرا، بقدر ما أريد أن أتعرّض لقصة مصطلح “الربع” التي أصبحت قاعدة مسيطرة على المشهد العام في الجزائر واقترانها بأهم الأحداث والمشاريع التي شهدها وطننا في السنوات الفارطة وإلى الآن، وأكتفي بذكر بعضها، والبداية بقصة الرئيس مع الربع الناقص من مهامه الرئاسية في بداية حكمه للبلاد يوم قال “لا أريد أن أكون ثلاثة أرباع رئيس”، ومشروع القرن، الطريق السيار، الذي قال عنه خليفة غول إن ربع الطريق “فقط” مسّه الاهتراء والتردي، كما أن ربع الموسم الدراسي ضاع من التلاميذ بسبب الإضرابات والاضطرابات التي شهدها قطاع التربية منذ بداية الموسم، وربع المجتمع الجزائري يعيش في ظلام الأمية، ولم يبق لنا من الاقتصاد المنتج خارج المحروقات إلا الربع بعد أن أغلقت جل المؤسسات الوطنية وبيعت بتراب الأموال، بل إن عمر احتياطاتنا من البترول لا يتجاوز ربع القرن، حسب ما ردّده على مسامعنا الكثير من الخبراء، ولا أبالغ إن قلت إن المستفيدين فعليا من برنامج المليون سكن للرئيس لا يتجاوز الربع، كما أن الجزائر أصبحت تتواجد ضمن الربع الأخير من التقارير التي تعدّها المؤسسات والمنظمات الدولية في مجال محاربة الرشوة والبيروقراطية والتهرب الضريبي والمضاربة، ووضعية حقوق الإنسان وحرية التعبير وغيرها من الأمور التي تصبّ في وعاء تعاظم الفساد، وأخيرا يبقى الخوف والترقب جاثمين على صدورنا، في انتظار نتيجة الصراع القائم داخل دوائر السلطة بين مؤيد ومعارض لرغبة الرئيس في إكمال الربع الناقص من العهدات الثلاث حتى تبلغ الأربع، رغم أنه لم يعد يتمتع بربع نشاطه وقدراته البدنية كما كان عليه مع بداية حكمه[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات