38serv
أجمع خبراء في المالية والاقتصاد من المغرب العربي، على أن مستقبل المنطقة يكمن في التوجه جنوبا نحو القارة الإفريقية التي أضحت في السنوات الأخيرة محور اهتمام القوى الكبرى في العالم، ولا يمكن لدول المغرب العربي الابتعاد عن هذا السباق في قارة تمثل عمقها الاستراتيجي.وأشار الخبراء في ندوة مغاربية، نظمتها كونفدرالية إطارات المالية، إلى الأسباب التي أدت إلى هذه الفجوة الملاحظة بين الدول المغاربية، وغرب إفريقيا تحديدا، مبرزين في هذا الصدد غياب روابط ومؤسسات مشتركة تجمع بين بلدان المنطقة، وغياب ثقافة الانخراط في المنظمات الدولية التي تعنى بهذا الجزء من العالم، وضعف التبادل العلمي بين الجانبين، خاصة أن كثيرا من الأفارقة الذين يدرسون في بلدان المغرب العربي يقطعون الصلة تماما بهذه البلدان بعد عودتهم إلى بلدانهم الأصلية.واقترح الدكتور رضا تليلي، وهو رئيس مؤسسة أحمد تليلي الزعيم النقابي التونسي الراحل، أن يتم المبادرة إلى إنشاء غرفة تجارة مشتركة تجمع الدول المغاربية ودول جنوب الصحراء، لترقية المبادلات التجارية بين دول المنطقة، وتوطيد العلاقة بين هذه الدول الإفريقية المجهولة تماما للشعوب المغاربية.ولفت الخبير الليبي أحمد كاشده إلى أن الدول العظمى في العالم، استطاعت كسب رهان إفريقيا، لأن لها إمكانيات كبيرة تستطيع من خلالها إفادة الأفارقة وإقامة استثمارات بدولهم، داعيا إلى الاستفادة من تجربة المنظمات الدولية في الانتشار بإفريقيا ودراسة إستراتيجيتها في تقديم الخدمات للأفارقة.وذكر المختص في المناجمنت، الجزائري مختار جواد، أن الولوج إلى إفريقيا يتطلب بلورة رؤية مستقبلية بعيدة المدى، تتضافر فيها جهود جميع الفاعلين والمتدخلين في الاقتصاد من أجل تسهيل مهمة رجال الأعمال المغاربة في الذهاب إلى إفريقيا والاستثمار بها، من أجل خلق القيمة المضافة في هذه الدول ومساعدتها على التنمية، إلى جانب اقتناص فرص ومشاريع في بيئة هي الأعلى والأسرع نموا في العالم، مقارنة بما تشهده بقية دول العالم من ركود اقتصادي ملحوظ. وفي المقابل، أبرزت بعض الآراء أن الخلافات البينية المتفاقمة بين عدد من دول المغرب العربي، يمكنها أن تكون عاملا سلبيا في رسم استراتيجية مغاربية نحو إفريقيا، ما يستدعي ضرورة الإسراع بتجاوزها خدمة لصالح المنطقة.وأوصى المحاضرون في ختام الندوة التي استمرت يومين، تحت رئاسة كريم محمودي رئيس كونفدرالية إطارات المالية، وبحضور عدد من السفراء الأفارقة، بضرورة تغيير النظرة السلبية المتداولة بصورة مجانبة للحقيقة عن إفريقيا، على أنها بؤرة للتخلف والأمراض، إلى الإيمان بأن إفريقيا صارت إحدى أهم مناطق العالم نموا والاتجاه بقوة نحوها.وطالب المحاضرون باستغلال كافة المشاريع الكبرى التي تربط منطقة المغرب العربي بدول غرب إفريقيا تحديدا، على غرار طريق الوحدة الإفريقية، ومشروع أنبوب الغاز “نيغال”، في إحداث الديناميكية المفقودة في علاقات الشعوب ببعضها، حيث يمكن الاستفادة من هذه البنية التحتية، في زيادة حركة تنقل الأفراد ورفع مستوى التبادل التجاري، وإقامة مناطق صناعية مشتركة، لتحقيق الاندماج المأمول الذي يحقق الرخاء للأفراد في الدول المعنية وتضييق دائرة التبعية التي تعاني منها البلدان الإفريقية والمغاربية على حد سواء تجاه البلدان الصناعية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات