+ -

 إن اللغة ليست بريئة كما نعلم ولا حيادية إطلاقا، ذلك أن الإشارية الصرفة لا وجود لها حتى في الجمل الأولى التي يتم بها تلقين اللغة، فكل كلمة مشحونة بالمعنى لا بالإشارة، وحتى في هذه المرحلة نجد الصيغة موجهة من طرف السياق العام للكلام غامضا كان أو واضحا، فتشكل الإشارة أو الرمز دليلا قاطعا، رغم أن مكون الإشارة ومكون الرمز ومكون التحديد الذي يلازمها واقعي بالدرجة الأولى.

هكذا نرى أن العنصر الذي يجعل من الصيغة اللسانية دليلا ليس هو الإشارة، لكن واقعة فهم الكلمة في معناها الخاص ومعناها الدقيق ومعناها الغامض (التلاعب بالكلمات مثلا) أي إدراك الاتجاه الذي يعطيه السياق والمقام المحددان للكلمة، وهو اتجاه يسير نحو التطور وليس نحو السكون والقنوط، يسير نحو التبلور والوضوح، ولكن هذا الاتجاه الصحي والصحيح ينبذه السياسيون وبعض الصحافيين (خاصة ونحن نعلم أن الصحافة الجزائرية أصبحت حقا السلطة الرابعة، رغم بعض العراقيل الطفيفة والغبية الآتية من طرف الساسة والسلطة والإدارة) وبعض المشاكسين الذين يستعملون قواميس غريبة يبقون منها ما أرادوا من أكاذيب وغبار يرمونه في وجه الناس، لإخفاء أعمالهم الفاسدة ولتمرير أكاذيبهم السياسية، ولفتح “أبواب الجنة” أمام كل المواطنين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: