الجزائر - فرنسا: سيميولوجيا أول لقاء بعد الأزمة

38serv

+ -

 أظهرت صور ومقاطع فيديوهات لقاء وزير الخارجية، أحمد عطاف، مع نظيره الفرنسي، جون نويل بارو، ووفديهما، اليوم بالجزائر العاصمة، خلو الملامح من الابتسامات التي عادة ما تصاحب النشاطات الدبلوماسية والدبلوماسيين، الأمر الذي عكس عمق الأزمة بين البلدين، ونتيجة، على ما يبدو، منطقية، لتصريحات غير دبلوماسية من الجانب الفرنسي. 

بمصافحات باردة ومتباعدة، وبملامح منضبطة، أخذ وزيرا الخارجية صورا أمام الكاميرات، قبيل عقد لقاء موسع مع الوفدين، في مشهد تنبعث منه رسائل وإشارات، تفيد بأن اللقاء سيكون معقدا ومحتدما، مثلما كانت الأزمة معقدة وتتسم بالاحتدام. 

وعلى الطاولة التي التفّ حولها أعضاء الوفدين، أيضا، تشكلت وخيمت أجواء خالية من النظرات الدبلوماسية والتحيات الجانبية التي عادة ما يتبادلها الدبلوماسيون، إذ كانوا يقلبون أنظارهم وأبصارهم بعيدا عن بعضهم بعضا. 

وفي إحدى الصور، بدا وزيرا الخارجية منخرطين في حديث انفرادي، على هامش بداية اللقاء، من دون أن تظهر عليهما الودية التي تطبع مثل هذه اللقاءات، وعلى مقربة منهما الأمين العام للخارجية والسفير الفرنسي لدى الجزائر، بنفس الطقس. 

 

فعطاف كان واقفا واضعا يديه في منتصف البدلة، وملامحه متجهمة عن آخرها، إلى درجة انعقد فيها حاجباه، بينما يقابله نظيره بارو، بنفس الملمح واضعا يده على خده.

وفي الصورة أيضا، لم يكن الرجلان ينظران إلى بعضهما بطريقة مباشرة وثابتة، وهي في لغة الجسد والاتصال غير اللفظي، ذات دلالات ورسائل سياسية كثيرة، مرتبطة بالأزمة وتعقيداتها وصعوبة مخارجها.

وبالنظر إلى طبيعة الأزمة والمستوى "غير المسبوق" الذي بلغته، منذ ثمانية أشهر، فإن اللقاء في حد ذاته، رغم مناخه المشحون، يعد ثمرة أولى للمسار الجديد الذي انبثق عن اتصال الرئيسين، عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون.

 

 

كلمات دلالية: