
عبّر رئيس مجلس الأمة، صالح ڤوجيل، اليوم السبت، عن سعادته لـ"مشاركة أبناء ولاية تيزي وزو، ومن خلالهم كل الشعب الجزائري، في إحياء ذكرى استشهاد اثنين من أعظم شهداء ثورة نوفمبر المظفرة ومن أبرز رموزها، وهما العقيد عميروش آيت حمودة، قائد الولاية التاريخية الثالثة، والعقيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة (سي الحواس)، قائد الولاية التاريخية السادسة، واللذان قضيا في ميدان الشرف في 29 مارس 1959".
وجاءت تصريحات ڤوجيل في كلمة قرأها عيسى نايلي، رئيس لجنة الدفاع الوطني بمجلس الأمة، لإحياء ذكرى استشهاد العقيدين عميروش آيت حمودة، قائد الولاية التاريخية الثالثة، وأحمد بن عبد الرزاق حمودة (سي الحواس)، قائد الولاية التاريخية السادسة، وذلك اليوم السبت 5 أبريل 2025 في بلدية إبودرارن، دائرة بني يني، ولاية تيزي وزو.
وتابع ڤوجيل: "لقد كانا رجلين شجاعين دحرا، رفقة إخوانهما من الشهداء والمجاهدين، أعتى قوة استعمارية آنذاك، وحطموا ببطولاتهم أسطورة الاستعمار الفرنسي الاستيطاني الغاشم، وكتبوا بدمائهم الطاهرة تاريخا عامرا بالانتصارات والأمجاد".
وفي هذه المناسبة، يواصل المسؤول البرلماني: "تطفو إلى سطح الذاكرة الوطنية مآثر هاتين الشخصيتين الثوريتين، والتي يحتفظ بها التاريخ لتلهم الأجيال المتعاقبة، وتكون حياتهما نموذجا للجزائري الحر، المشبع بالوطنية والمقدر لأهمية الوحدة والتآزر من أجل سيادة الوطن".
وقال أيضا: "لقد التقيت في مسيرتي النضالية ضد الاستعمار بكل من الشهيد عميروش والشهيد سي الحواس، وتحضرني في كل مناسبة تاريخية الكثير من خصالهما الحميدة، فأتذكر حكمة عميروش وحزمه تجاه كل ما يعرقل نجاح الثورة، والتزامه بقيمها ومبادئ بيانها، وإيمانه بأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية من أجل هزيمة الاستعمار وإبطال ممارساته العنصرية القائمة على سياسة فرق تسد".
فقد كان الشهيد البطل، يضيف ڤوجيل: "مدركا لحجم الخطر الذي يشكله التفريق بين فئات الشعب والتلاعب بأصوله وهويته الوطنية الواحدة، وهي من أحقر الأساليب التي استعملها الاستعمار الاستيطاني الفرنسي من أجل إضعاف همة الشعب، وتشتيت تركيزه حتى يتعزز وجوده المسموم على أرضنا".
"وحين تولى العقيد عميروش قيادة الولاية التاريخية الثالثة، بادر بالذهاب إلى كل ولايات الوطن، فزارها والتقى بإخوانه وتقاسم معهم هموم المرحلة وتحدياتها، وشاركهم اليقين بالنصر"، يقول المتحدث.
كما تحدث ڤوجيل أيضا: "تحضرني أيضا مآثر العقيد سي الحواس الذي ترك بصمات خالدة في الحركة الوطنية التي التحق بها مع الرعيل الأول، وفي الكفاح المسلح ضد الاستعمار، وساهم في نجاح الثورة التحريرية بشجاعته وحنكته السياسية وعبقريته العسكرية وحسه التنظيمي المميز في الداخل والخارج، وشكل هاجسا مرعبا للسلطات الاستعمارية الفرنسية".
فقد كان الشهيدان، تتابع الكلمة، "رفيقين في مهمة وطنية، وقائدين لولايتين من الشمال والجنوب، واختلطت دماؤهما الزكية من أجل هدف واحد تتراجع أمامه كل الاختلافات.. وهو استقلال الجزائر وسيادة شعبها الموحد.