
38serv
بقلب مفتوح وكلمات تعبّر عن حبّه للنادي، خرج عمر غريب المنسق العام السابق لمولودية الجزائر عن صمته، بعد غياب طويل عن الساحة الكروية الجزائرية.
وفضّل غريب إماطة اللثام عن بعض الأمور التي عرفها خلال قيادته لإدارة "العميد"، خصوصا فيما يتعلق بطريقة تسيير النادي والخلاف الذي كان قائما بينه وبين المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة مولودية الجزائر، منتقدا في كلامه السياسة الفاشلة المنتهجة من طرف هؤلاء، معتبرا مشواره مع المولودية أفضل بكثير من ناحية الاستقرار والنتائج مقارنة بالمسيرين الحاليين للنادي العاصمي.
وعاد المنسق العام السابق للمولودية عمر غريب عند نزوله ضيفا على قناة "الخبر تي في" في أول عدد من برنامج بودكاست "ريبلاي" مع الزميل رفيق وحيد نائب رئيس التحرير، إلى أدق التفاصيل التي تخّص طريقته في التسيير وأبرز المحطات والإنجازات التي حققّها مع "العميد"، فضلا عن قضية مقاطعة التشكيلة لحفل توزيع الميداليات في مباراة نهائي كأس الجزائر عام 2013، واصفا تاريخ أعرق نادي كرة القدم في الجزائر بـ "الفيلم الذي لا ينتهي وحقيقته يعرفها أبناء العميد لا غير" قال غريب.
"هناك مسيرين في المولودية كانوا يتقاضون أجورا شهرية وحتّى المنح"
وعرّج عمر غريب، مذكّرا بتواجد اسمه في السجل التجاري للنادي، مؤكّدا الوقت ذاته، بقوله"الأشخاص الذين كانوا معي في الفريق تنازلوا عن حصصهم من الأسهم في النادي الهاوي من أجل مصلحة المولودية ولم نقم ببيعها"، مبرزا أن أغلب المسيرين في النوادي الجزائرية المحترفة "ليسوا من أبناء الفرق ويحوزون على عقود عمل يتقاضون بموجبها رواتب شهرية"، وفي هذا الشأن، تابع المتحدّث لقناة "الخبر تي في"، مؤكّدا"قبلي مجيئي للمولودية وبعد مغادرتي للنادي المسيّرون كانوا يتقاضون أجورا شهرية، ومنهم حتّى من كان يحصل على المنح"، متحدّيا في كلامه كل من تخّول له الإساءة لفترة تسييره والقرارات التي اتّخذها و التي اعتبرها (غريب) تصبّ في صالح "العميد"، مشيرا"هناك أطرافا تتحدث عن المولودية لكنّها لا تعرف تاريخها الحافل بالألقاب والتتويجات" قال غريب.
"حيمودي أتوا به من المغرب لتحطيمنا"
إلى ذلك، عدّد المنسق العام السابق للمولودية، المحطات والإنجازات التي حقّقها مع "العميد" البطولة عام 2010، التتويج بكأس الجزائر 2006، وبلوغ مباراة النهائي عام 2013 وهي المواجهة التي شهدت مقاطعة التشكيلة لحفل توزيع الميداليات، وفي هذا الإطار، أوضح غريب"كنا أحسن من اتحاد العاصمة في نهائي 2013، ومقاطعة حفل توزيع الميداليات كان عفويا بعدما سرقوا منّا التتويج بالكأس بدليل طريقة الخسارة في النهائي التي يعرفها العام والخاص"، وعرّج عمر غريب، على نهائي العام الفارط 2024، محمّلا مسؤولية الإخفاق أمام شباب بلوزداد إلى رئيس مجلس إدارة النادي الذي قال بشأنه"تصرّف رئيس مجلس الإدارة أفقد اللاعبين تركيزهم في نهائي العام الفارط"، مشيرا إلى عدم انضباط اللاعبين وتصرفاتهم السلبية ليلة مباراة النهائي".
وواصل يقول "الحكم جمال حيمودي حطمنا في نهائي الكأس عام 2013، فقد جيء به من المغرب، حيث كان في تربص مع الكاف خصيصا لإدارة النهائي"، مضيفا "حدث ذلك في عهد رئيس الفاف الأسبق محمد روراوة .. تتساءلون عن السبب .. عليكم الاستنتاج .. ألم يكن هناك حكاما آخرين؟".
وواصل يقول "بعد نحو سنتين من النهائي، اتصل بي حيمودي عن طريق صديق مشترك واعتذر لي .."، مضيفا "في 2013 كانت ميزانية المولودية 23 مليار سنتيم، بينما منافسنا في النهائي (إتحاد الجزائر) صرف وقتها 240 مليار سنتيم"، مواصلة القول "إتحاد الجزائر إخوتنا، لكننا في 2013 كنا أفضل منهم بكثير.
وعاد غريب إلى إقصاء فريقه في نصف نهائي الكأس أمام وفاق سطيف، بعد ذلك، وقال "الحكم كان عبد الرزاق اعراب، ولو سجلنا 60 هجفا لما تم احتساب الأهداف"، مضيفا "أرادوا إخراجنا من ملعب بولوغين لكنني كنت مصرا على اللعب فيه، وتحقق ذلك، لكن مثلما شاهدتم كان هناك حشدا كبيرا من قوات الأمن، وحتى زطشي كان معهم، وحدث الذي حدث".
"المدرب بن يحي أخطأ"
وانتقد عمر غريب الخيارات التكتيكية للمدرب الحالي "للعميد" التونسي خالد بن يحي، في مباراة كأس الجزائر أمام شباب بلوزداد التي شهدت إقصاء العميد محمّلا التقني التونسي كامل المسؤولية، داعيا إيّاه إلى عدم الإفراط والتفكير في الخيارات التي لا تجدي نفعا في مثل هذه اللقاءات، مؤكّدا"المدرب بن يحي أخطأ في خياراته التكتيكية"، مشيرا إلى فشل التقني التونسي في إيجاد الحلول المناسبة لفريقه لتحقيق الفوز والتأهل، بالرغم من المساندة الكبيرة التي حُظيت بها تشكيلة المولودية من طرف جماهيرها التي حضرت بأعداد كبيرة واللوحات الرائعة التي صنعتها جماهير العميد "العميد" في مدرجات ملعب 5 جويلية بالعاصمة.
وواصل يقول "في كل مرة بن يحي يصرح .. هذه جمعية كبيرة .."، وأقول له بأننا لسنا بحاجة إليه حتى نعرف بأن الملودية، مثلما يقول، جمعية كبيرة، عليه التركيز فقط على عمله.
"غياب الاستقرار في المولودية أثّر على نتائج الفريق"
ولم يتوان عمر غريب في انتقاد طريقة تسيير الرؤساء الذين تعاقبوا على تسيير مجلس إدارة مولودية الجزائر، مبرزا عدم نجاعة القرارات المتخّذة في تغيير أسماء الرؤساء دون طريقة التسيير، مشيرا"عمر حاج طالب، وعبد الكريم رايسي، وحاج رجم كانوا تناوبوا على منصب رئاسة مجلس الإدارة الأمر الذي أثّر على استقرار ونتائج الفريق"، ليضيف"كان من الأجدر عليهم الرحيل نهائيا من الفريق وليس مغادرة منصب الرئاسة فقط".
إلى ذلك، نوّه عمر غريب بمشواره وكفاءته في التسيير مع المولودية، واصفا إيّاها بالناجحة بكل المقاييس مقارنة بالمسيرين الآخرين لـ "العميد"، مؤكّدا"كنت الأحسن منهم ولست هنا لأفتخر بكفاءتي أو طريقة تسييري وحبّي للمولودية".
"سوناطراك كانت تمنحنا 10 ملايير ثم أخلت بالاتفاق"
واستطرد المنسق العام السابق لـ"العميد"، متحدّثا عن شحّ الإعانات وغياب الدعم المالي خلال فترة تسييره للنادي، مؤكّدا"لم تكن المعارضة موجودة في الفريق عند تزكية الصادق عمروس على رأس إدارة النادي الهاوي لمولودية الجزائر بسبب غياب الأموال يومها، حيث كان في رصيد النادي مبلغ 10 ملايين سنتيم فقط وتحملنا مسؤولية التسيير بالرغم من التحدّيات التي كانت تنتظر الفريق ولم يكن أحد يشتكي من اللاعبين"، مضيفا في ذات السياق، قائلا"خلال عهدة الرئيس محمد مسعودي رحمة الله عليه تحصّل الفريق على سبونسور بقيمة 10 ملايير سنتيم وكان يومها شكيب خليل يتولى منصب الرئيس المدير العام لشركة سونطارك لكن للأسف في الموسم الموالي أخلّوا بالاتفاق المبرم مع إدارة النادي ولم تستفد المولودية من المساعدات المالية المتّفق عليها آنذاك".
"كنت أريد بلايلي"
وفي سياق منفصل، تحدّث عمر غريب عن مركز التجمع والتدريب لنادي مولودية الجزائر الذي تمّ تدشينه في منطقة زرالدة نهاية شهر فيفري الفارط، مستغربا التأخر في عملية إنجاز هذا المشروع و الأرضية التي تمّ تخصيصها لمركز التدريب، مؤكّدا" الفريق تحصل عام 2010 على الأرضية لإنجاز هذا المشروع الهام بمساحة 3 هكتارات وللأسف لم تنطلق الأشغال إلى غاية 2023 بعد 14 عام قبل أن تحرك شركة سوناطراك لبناء المركز"، منتقدا في الوقت نفسه، غرس مشروع إنجاز مركز التكوين على مساحة صغيرة على حدّ تعبير غريب، موضّحا"مركز التدريب الذي لا يتوفر على 5 إلى 6 ملاعب تدريب لا يمكن وصفه بمركز التجمع والتدريب لنادي محترف" قال غريب.
وعلى صعيد آخر، كشف المنسق العام لمولودية الجزائر عمر غريب في ختام حواره مع قناة "الخبر تي في"، عن اهتمامه بالتعاقد مع مهاجم الترجي الرياضي التونسي الدولي الجزائري يوسف بلايلي خلال فترة تسييره للمولودية العاصمية، مبرزا الاحترام الذي يكنّه لإبن الباهية وهران، معتبرا الدولي بلايلي أحسن لاعب في إفريقيا، على حدّ تعبير عمر غريب.