قال سعيد سعدي إن النظام الذي رفض الحوار مع الطبقة السياسية والتحاور مع الشعب يكون قد فضل التصعيد، مرهنا بذلك مستقبل أجيال كاملة من أجل الحفاظ على مستقبله. وقال سعدي، خلال تقديم محاضرة حول العقيد عميروش، بالمركز الثقافي “مولود فرعون” بالقصر في ولاية بجاية، إن الجزائر تعيش الأيام القليلة التي تسبق العاصفة السياسية وتنبئ بربيع جزائري أعنف من أي ربيع آخر. كما عبر الرئيس السابق للأرسيدي عن تخوفه من الوصول إلى مرحلة الانسداد الدموي، موضحا أن الشعب الجزائري يعيش مرحلة ما قبل التغيرات الكبرى بإسقاطاتها العنيفة، والخلاص الوحيد منها هو العودة إلى الأسس المؤسساتية التي صنعها الشهداء بدمائهم، من خلال بناء دولة ديمقراطية تحترم حرية التعبير والرأي والممارسة السياسية النزيهة. وقال سعدي، أمام جمع كبير من الحضور بدعوة من الجمعية الثقافية “تيكلات”، إن الحل الأمثل لتجنيب الجزائريين القدر المشؤوم هو “العودة إلى منابع الثورة التحريرية والاقتداء بسير بعض قادتها الذين كافحوا وضحوا بحياتهم من أجل حرية الجزائريين”. وتوقف سعدي عند زعيمين من بلدية القصر هما صالحي حسين والطاهر عميروش اللذين وصفهما بأقرب المقربين للعقيد عميروش حيث بفضلهما، مثلما أشار، ضمن عميروش نجاح مؤتمر الصومام خاصة من الناحية التنظيمية واللوجيستية والإستراتجية. وحسب المتحدث فإنه “لولاهما لما حقق المؤتمر ذلك النجاح في وقت قياسي”. وتساءل سعدي عن سر رفض الدولة الجزائرية إعادة الاعتبار لهما وعدم تقدم أي رئيس للجمهورية بزيارة منطقة إفري، كما تساءل: “ما ذا لو فشل مؤتمر الصومام الذي توحدت فيه كل الثورة ؟”.وخلال المحاضرة، قدم سعدي النسخة الرابعة من كتابه حول العقيد عميروش الذي أضاف فيه شطرا خاصا بظروف اغتيال العقيد لطفي بمنطقة تلمسان، حيث طلب من منتقديه توجيه فوهات بنادقهم نحو من يتبنون الاغتيالات بدلا من الذين يكتبون عنها، وقال إن العقيد لطفي نال نفس مصير عبان رمضان، معتبرا الذين يطمسون هذه الحقائق بالمجرمين في حق التاريخ.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات