تعميم التدريس باللغة الانجليزية بداية من الموسم الجامعي المقبل

38serv

+ -

أمرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، رؤساء المؤسسات الجامعية، بمواصلة تنفيذ برامجها لتعزيز التكوين باللغة الإنجليزية، أين شددت على إيداع كل مؤسسة جامعية خطتها حول رفع مستوى التكوين بهذه اللغة للموسم الجامعي المقبل، قبل 17 أفريل الجاري، كما خصت عمداء كليات الطب بتعليمة خاصة حول نفس الأوامر، على اعتبار أن كل المقاييس العلمية في التكوين في العلوم الطبية للسنة الأولى ستكون باللغة الإنجليزية في الموسم الجامعي الجديد 2025/2026.

ففي تعليمة حديثة موجهة إلى عمداء كليات الطب، فإنه قصد الانخراط في الديناميكية المتعلقة بالتدريس باللغة الإنجليزية، فإن كليات الطب عبر الوطن مدعوة للمضي قدما في ضمان التدريس بهذه اللغة، وفق مقاربة تدريجية تتماشى وعدد الأساتذة الذين استفادوا من التكوين، والذين أدركوا المستوى "ب2" و"ج1" لتغطية كل المقاييس التعليمية المقررة في السنة الأولى علوم طبية (طب، طب الأسنان، صيدلة) وهذا بعنوان السنة الجامعية 2025/2026،

وبالموازاة مع ذلك ينبغي الحرص ومتابعة تكوين الأساتذة تحسبا لتغطية كل المواد التعليمة.

وفي تعليمة مماثلة في نفس التاريخ، وجهت وزارة التعليم العالي، تعليمات لرؤساء الندوات الجهوية للاتصال برؤساء المؤسسات الجامعية، أنه مواصلة للعمل بالمذكرة رقم 106 المؤرخة في 7 أفريل 2024 المتعلقة بتدعيم التدريس الإنجليزية، فالمطلوب من مسؤولي المؤسسات الجامعية الاستمرار في تكوين الأساتذة للتدريس باللغة الإنجليزية حسب البرنامج المسطر من طرف كل مؤسسة جامعية. وشددت الوزارة في التعليمتين، سواء الخاصة بعمداء كليات الطب أو رؤساء المؤسسات الجامعية، موافاتها بما تم اتخاذه في هذا الشأن على أقصى تقدير في 17 أفريل 2025.

وتأتي الأوامر الإستباقية لوزارة التعليم العالي، لرسم معالم الموسم الجامعي المقبل الذي يدخل في صلبه تعزيز اللغة الإنجليزية تماشيا مع المستجدات التي ستطبع السنة الجامعية الجديدة 2025/2026، كون الوزارة ستعمل على توسيع شبكة جامعات الجيل الرابع بعد تجربتها هذه السنة مع 23 مؤسسة جامعية، والتي تقتضي رفع مستوى الاتفاقيات الدولية والذي يجعل إدراج الإنجليزية في التكوين أمر غاية في الأهمية لتسهيل التواصل مع الدول المبرمة معها اتفاقيات في مجال التكوين والبحث العلمي، كما تعتزم رفع عدد الطلبة الدوليين بفتح المجال إلى الطلبات الجديدة للطلبة الأجانب خارج البعثات الحكومية، وهذا تنفيذا للمرسوم الرئاسي المحدد لشروط وكيفيات قبول الطالب الأجنبي في مؤسسات التعليم العالي للبحث العلمي، والذي تكون اللغة الإنجليزية أحد ركائزه الأساسية، لأنها اللغة المشتركة دوليا في التكوين، ناهيك عن قرار الوزارة إعادة النظر في خارطة التكوين بداية من الموسم الجامعي المقبل، حيث سيقتضي التحيين ومراجعة بعض التخصصات إدراج الإنجليزية لا محالة لرفع المستوى وتحقيق الجودة، ناهيك عن دورها الأساسي في تحسين مرئية الجامعات ومن ثمة تطور التصنيف السنوي لها.

وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد خطت خطوات كبيرة في إدراج الإنجليزية منذ سنة 2022، أين أعلنت الموسم الماضي عن تكوين 58 ألف أستاذ في تقنيات التدريس باللغة الإنجليزية، وذلك ضمن مسعى تعزيز استعمال هذه اللغة في الوسط الجامعي، وتم تسطير برنامج لتكوين الأساتذة الباحثين في تقنيات التدريس باللغة الإنجليزية، مع العلم أن القرار المؤرخ في 28 سبتمبر 2022، قررت من خلاله تدعيم وتعزيز استعمال اللغة الانجليزية في الجامعات، وهذا من خلال الانطلاق في تكوين الأساتذة الجامعيين، حيث خصصت لذلك ثلاثة برامج مختلفة، منها إتاحة الفرصة للأساتذة للتسجيل في ليسانس اللغة الانجليزية في الجامعات التي تضم هذا التخصص، بالإضافة إلى التسجيل في مراكز التعليم المكثف للغات، والتسجيل في منصة التعليم عن بعد التي أطلقتها الوزارة خصيصا لطلبة الدكتوراه والأساتذة من أجل تعلم اللغة الإنجليزية للوصول إلى المستوى المطلوب وبطرق تعليمية عالمية.

ولم يقتصر إدراج الإنجليزية كتكوين مهم على الأساتذة، بل شمل أيضا الطلبة، فبالإضافة إلى البرامج السنوية المسطرة من قبل رؤساء الجامعات للطلبة عن طريق الأفواج، فالوزارة أصبحت تعمد سنويا في إطار التسجيلات الجامعية للناجحين الجدد في البكالوريا، بتكوين هؤلاء قبل الالتحاق بمقاعد الجامعة، وسبق لوزير التعليم العالي كمال بداري أن أكد بأن الخطوة التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي في سياق تعزيز التكوين في الإنجليزية في أوساط الأسرة الجامعية وتعميم استخدامها، أثبتت نجاحها وهي مهمة حتى يكتسب الطلبة الجدد معارف تساعدهم على تطوير استخدام هذه اللغة وتحفزهم لاحقا لمواصلة التكوين بها داخل المؤسسة الجامعية.