
38serv
بات واضحا أن وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، عاجز تماما عن تجسيد وضمان حياد الدولة ومؤسساتها، تجاه مكونات المجتمع الفرنسي، وغرق في هواجسه العنصرية، أو في طموحاته الحزبية، في سبيل الظفر بزعامة وقيادة حزب الجمهوريين اليميني، ولو على حساب بلده، فالرجل يهتف بصوت عال "تحيا الرياضة، يسقط الحجاب"، خلال تجمع نظمته مجموعة "لنتحرك معا" المقربة من اللوبي الصهيوني.
في أول تجمع كبير "ضد الإسلاموية" في فرنسا، أمس الخميس، وأمام حوالي 2000 شخص، أطلق روتايو تصريحاته ووعد "بعدم الاستسلام أبدا للإسلامويين"، وقال ريتايو: "دعونا نتحل بالشجاعة للاعتراف بأنه في فرنسا، لا يوجد سوى طائفة واحدة، وانفصالية واحدة فقط تهدد الجمهورية، هي الإسلاموية".
وعلى وقع هتافات وتصفيق الجمهور وأمام شاشة كتب عليها شعار "من أجل الجمهورية... فرنسا ضد الإسلاموية!"، جدد روتايو معارضته القوية لارتداء الحجاب خلال المنافسات الرياضية.
وقال روتايو: "الحجاب ليس رمزا للحرية ولا مكان له في الرياضة"، وتابع "الرياضة مثل الجمهورية، يجب أن تكون الرياضة ملاذا". وأضاف "تحيا الرياضة يسقط الحجاب".
بهذه التصريحات الخارجة عن حياد الدولة، بيّن روتايو أن لا مكان له في منصب وزير الداخلية المكلف أيضا بإدارة شؤون او العلاقات مع الديانات، وإنما تحوّل إلى وقود لإشعال فتنة، أو مكلف بمهمة إحداث شرخ وتصدعات اجتماعية عميقة.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن روتايو حضر بصفته وزيرا للداخلية، في تجمع نظمته مجموعة "لنتحرك معا"، وهي مبادرة أطلقتها الشبكة الأوروبية للقيادة، والتي تقول إنها تكرس عملها لـ"تعزيز العلاقات بين فرنسا وأوروبا وإسرائيل".
وكان زعيم حزب "فرنسا الأبية"، جان لوك ميلونشون، قد حذر رئيس الوزراء، فرانسوا بايرو، من هذا التجمع الشعبي. وتساءل عبر منصة "إكس" إن كان قد سمح بمشاركة وزيريه روتايو وفالس، في ما اعتبره اجتماع دعم لرئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، كاشفا بأنه جرى تمويله من قبل الملياردير اليميني المتطرف بيير- إدوار ستيرين.
ووصف ميلونشون المتحدثين في الاجتماع بأنهم من "أسوأ العنصريين المعروفين".. وتساءل: "كيف يمكن لوزراء في الحكومة الحالية، يمثلون دولتنا، أن يشاركوا في مثل هذه المهزلة بجانب عنصريين ومعادين للإسلام؟".
بدوره، عبّر معلق قناة "بي.أف.تيفي"، ماثيو كرواسوندو، عن استغرابه لتصريحات وزير الداخلية، وقال إن الوزير مسؤول في دائرته عن المكتب المركزي للعبادات، المكلف بالعلاقات بين الدولة وممثلي الأديان في البلد، مشيرا إلى أن "مهمة الوزير هي ضمان حياد الدولة باسم اللائكية وحلحلة المشاكل في هذا المجال، وليس إطلاق استفزازات".
وقال المعلق في حصة خاصة، إن الشحن والعنف اللفظي في خطاب روتايو غير معقول.