
38serv
توفي اليوم المجاهد رابح كبير عن عمر ناهز 102 سنة، بقرية موقة بلدية اغيل علي، وكان الراحل لغاية الرمق الأخير يحرص على حضور مراسم تخليد استشهاد رفاق الكفاح في المنطقة الأولى شرق الصومام وفي مناطق أخرى لتقديم شهادته واقفا ومتكئا على عصاه رغم التعب والمرض وبصوت مرتفع لتمرير رسالة الشهداء للأجيال القادمة وتجسيدا لمقولة القائد ديدوش مراد "إذا استشهدنا دافعوا عن ذاكرتنا".
كان الراحل يملك ذاكرة قوية تحفظ أدق التفاصيل حول المجاهدين والكمائن والمعارك التي جرت في المنطقة الأولى والأحداث التي عرفتها قريته مسقط رأسه "موقة" التي كانت همزة وصل ومنطقة عبور بين الولاية الثالثة والأولى والسادسة وكل قوافل المجاهدين المتجهة نحو تونس لجلب السلاح أو نقل الطلبة للدراسة، شهدت القرية أول لقاء بين وفد الولاية الأولى بقيادة عمر بن بولعيد وممثلي الولاية الثالثة بعد مؤتمر الصومام وتأخر وفد الأوراس بسبب استشهاد مصطفى بن بولعيد.
واصل رابح كبير الكفاح إلى غاية إلقاء القبض عليه بالقرب من الحدود التونسية رفقة مجموعة من المجاهدين من بينهم سعيد سعيود المدعو "لوشكيس"، كانوا متوجهين إلى تونس وتعرضوا لعدة كمائن من طرف الجيش الفرنسي وهي التفاصيل التي رواها سعيد "لوشكيس" في مذكراته.