
شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية، ليلة الأحد واليوم الإثنين، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه، وأسفرت عن إصابات واعتقالات وعمليات نزوح، بالإضافة إلى هدم منازل ومواجهات مع الفلسطينيين.
ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية لليوم الـ50، وعلى مخيم "نور شمس" لليوم الـ37، وسط تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل. وقد أسفر العدوان عن استشهاد 13 فلسطينيا، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، مع نزوح قسري لأكثر من 12 ألف فلسطيني من مخيم "نور شمس"، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم.
وصعدت قوات الاحتلال الليلة الماضية من انتهاكاتها بحق سكان مخيم طولكرم، حيث أبلغت العائلات المتبقية في حارة "قاقون" بضرورة مغادرة المخيم، واعتدت على الفلسطينيين في حارة "أبو الفول" أثناء محاولتهم دخول منازلهم لجمع بعض المستلزمات الضرورية، فيما أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية والرصاص الحي صوب النساء والأطفال الذين حاولوا العودة إلى المخيم، في تصعيد خطير يفاقم معاناة السكان الذين اضطروا للنزوح عن منازلهم بسبب العدوان المستمر.
واعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، ثلاثة فلسطينيين من بلدة "قفين" شمالي طولكرم، بعد مداهمة منازلهم في البلدة. وكانت قوات الاحتلال قد أجبرت، أمس، ما تبقى من سكان حارة "مربعة حنون" في المخيم، على إخلاء منازلهم بالقوة، وسط تهديدات ووعيد باعتقال أي شخص يتواجد بعد ذلك، كما أجبرت خمس عائلات في ضاحية "ذنابة" القريبة من مخيم طولكرم، على مغادرة منازلهم تحت تهديد السلاح، في الوقت الذي حول الاحتلال المنازل لثكنات عسكرية.
وذكرت مصادر محلية أن 200 عائلة نزحت من منازلها من عدد من حارات مخيم طولكرم، خاصة تلك الواقعة على أطرافه، خلال اليومين الأخيرين، جراء تصاعد عدوان الاحتلال وتهديداته للسكان بترك بيوتهم وعدم العودة إليها.
واحتجزت قوات الاحتلال الطواقم الطبية التابعة لجمعية الهلال الأحمر التي حاولت الدخول إلى المخيم، واعتدت على المسعف المتطوع، فتحي نصر الله، بالضرب، ما أعاق عملها في تقديم المساندة للسكان المتواجدين داخله خاصة المرضى وكبار السن.
كما واصلت قوات الاحتلال مداهمة المنازل والمحلات التجارية داخل المخيم، وتفتيشها وتخريب وسرقة مقتنياتها، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.
وانتشرت فرق المشاة على طول الطريق ما بين مخيم "نور شمس" وحي "إسكان الموظفين" في ضاحية "اكتابا" شرقي المدينة، وسط تفتيش وتمشيط في منازل المواطنين وإخضاعهم للاستجواب. ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، مرورا بشوارعها الرئيسية، واعترضت حركة تنقل الفلسطينيين والمركبات، خاصة في شارع "نابلس"، إذ تستولي على عدد من المباني السكنية وتحولها إلى ثكنات عسكرية