تقارب مخالف للطبيعة بين اليمين المتطرف الفرنسي والصهاينة

+ -

وجه الكيان الصهيوني دعوة إلى جوردان بارديلا، زعيم حزب التجمع الوطني، وماريون مارشال لوبان، حفيدة مؤسس الحزب، جان ماري لوبان، للمشاركة في مؤتمر دولي لـ"مكافحة معاداة السامية" في القدس، يومي 26 و27 مارس الجاري، في خطوة وصفت من قبل الصحافة الفرنسية بأنها سابقة، على أساس أن الحزب اليميني المتطرف في حد ذاته مصنف من قبل ضمن قائمة "المعادون للسامية"، خاصة في عهد مؤسسه.

وتفتح هذه الخطوة، التي جاءت في توقيت يبدو مدروسا، المجال للعديد من التساؤلات والفرضيات، كونها تفسح المجال لتحسين العلاقة بين الصهاينة والحزب الذي أدين مؤسسه عدة مرات بتهمة معاداة السامية.

وتذهب قراءات إلى أن هذه الدعوة تحمل في طياتها رسالة إلى صهاينة ويهود فرنسا لدعم اليمين المتطرف في الرئاسيات المقبلة. وسيلقي "نجم" اليمين المتطرف في فرنسا، على حد وصف الصحافة، جوردان، كلمة خلال المؤتمر، وذلك للحديث عن تصاعد معاداة السامية في فرنسا منذ 7 أكتوبر 2023، وفق ما ذكرت تقارير صحفية، انطلاقا من صفته كرئيس للتجمع الوطني ورئيس مجموعة "الوطنيون من أجل أوروبا" في البرلمان الأوروبي.

وتعد الدعوة أيضا بمثابة إزالة الحظر عن عائلة لوبان التي ظلت لفترة طويلة مرفوضة من قبل المجتمع اليهودي، بسبب مواقف جان ماري لوبان ومحاكمته بتهم معاداة السامية، وإدانته بها مرات عدة من قبل القضاء، ما يمهد الطريق لتشكيل تحالف بين "المتطرفين"، والرفع من حظوظ التيار المتشدد للوصول إلى السلطة في فرنسا، بالنظر إلى مدى تأثير المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية (CRIF) في مفاصل الحكم وفي المجتمع في فرنسا.

وعملت ابنة جان مارين لوبان على إذابة الجليد منذ سنوات، عبر محاولتها لتقديم حزبها كأفضل "حصن ضد معاداة السامية الجديدة". بالمقابل ارتفعت أصوات في الكيان الصهيوني ترفض هذا التحالف "المشبوه"، وأبرزهم من يوصف بالفيلسوف، برنارد هنري ليفي، الذي لوّح بالانسحاب من المؤتمر بعد علمه بمشاركة اليمين المتطرف، وفق ما نقلت إذاعة مونت كارلو الدولية في فرنسا.