38serv

+ -

يعتبر “الكاراكو” أحد الألبسة التقليدية العريقة التي اشتهرت بها النساء قديما، وقد اقتصر لبسه في السابق على الطبقة البرجوازية فقط لغلائه، ليصبح اليوم أهم قطعة تعتمدها المرأة الجزائرية في الأعراس والمناسبات.

 يستخدم لتطريز “الكاراكو” طريقة تسمى “الشعرة” وأخرى “الفتلة”، حيث تختلف هاتان الطريقتان عن “المجبود” من حيث إدخال الأحجار والكريستال، في حين أن الأخير يكتفي بخيط الذهب حيث تحتفظ النساء بهذه القطعة الثمينة شأنها شأن أي قطعة ذهب أو حجر كريم.

يتكون “الكاراكو” من قطعتين، الأولى من قماش القطيفة أو الجلوة، كما يسميها المجتمع العاصمي، تطرّز باليد بخيط ذهبي اللون أو من الذهب الخالص، على الصدر والرقبة واليدين، وتطلق عليها تسمية الفتلة أو المجبود. أما الثانية فهي قطعة من قماش آخر يختلف تماما عن الأول في النوعية، حيث تصمم بطريقة أسهل وأخف، وتأتي على شكل تنورة أو سروال يدعى الشلقة أو المدور، كما تضيف المرأة عند لبس هذا الزي قطعة قماش أخرى على الرأس تدعى “محرمة الفتول” باللون الفضي أو الذهبي.

وظهرت هذه القطعة التقليدية التي تجمع بين الأصالة والحداثة في القرن الخامس عشر، وكانت ترتديه الطبقة الأرستقراطية العاصمية في الأعراس وحفلات الختان. ومن رمزية ‘’الكاراكو” أنه يعكس المكانة المرموقة التي تحظى بها المرأة الجزائرية في الماضي، لكن هناك رواية تقول إن الرجال كانوا يرتدونه أيضا خلال العهد العثماني، خاصة الدايات والآغوات والنبلاء، وكان معروفا بالسراجة والقرقاف، قبل أن يستولي عليه العنصر النسوي ويحتكره، ثم يعود في الفترة الأخيرة مشتركا بين الاثنين. كما يرجع الفرنسيون أصل كلمة ‘’كاراكو” إلى اللغة الفرنسية وهذا نسبة إلى السترة العلوية التي تحمل نفس الاسم، وقد اقتبسها الجزائريون للحديث عن الكاراكو العاصمي، سليل الغليلة والفريملة.

تتحدث كتب التاريخ عن أن “الكاراكو” مزيج بين الثقافتين الأندلسية والعثمانية، على اعتبار أنه ظهر في القرن الخامس عشر ميلادي الذي شهد توافد الكثيرين من الأندلس إلى الجزائر، ومن بعدهم العثمانيين. غير أن روايات تذكر أن سروال الشلقة لا علاقة له بالعثمانيين، وأول من لبسته هي الأميرة “زفيرة” زوجة سليم التومي الجزائري في القرن الرابع عشر، وهو قائد قبيلة الثعالبة، وعين أميرا لمدينة الجزائر في بداية القرن السادس عشر.

ويختلف بعض المهتمين بشؤون اللباس التقليدي مع هذا الطرح، مؤكدين أن الكاراكو ليس لباس دايات الجزائر، سيما وأن الدايات كانوا يرتدون القفطان والجبادولي العثماني، ولباسهم هذا لم يقتصر على العاصمة بل كان رائجا في قسنطينة ووهران، وكانوا يطلقون عليه اسم الخفطان، ثم استعملته النساء فيما بعد وسمي بالقفطان، إذن فلا صلة له بالكاراكو أما الكاراكو، فهو مشتق من الغليلة العاصمية، وهي لباس نسائي عاصمي محض ومن مشتقات الكاراكو “القاط”، وهو سترة طويلة إلى الركبة و”القويط”، وهو تصغير للقاط، وهو عبارة عن سترة قصيرة عند الخصر من قماش البروكار أو الحرير بتطريزات خفيفة، وحتى السروال يكون من نفس القماش وكان يعتبر لباسا منزليا.