لا يضيّع وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، أي فرصة ليحمّل الجزائر مسؤولية كل شيء وأي شيء.
فقد شهدت مدينة ميلوز، شرقي فرنسا، عملية طعن راح ضحيتها شخص، وأصيب اثنان آخران بجروح، المشتبه به من أصول جزائرية، يكون قد صرخ "الله أكبر"، قبل الهجوم، وهذا كاف في فرنسا لجعل العملية "إرهابية"، حتى قبل إجراء أي تحقيق، ورغم اعتراف وزير الداخلية الفرنسي، بنفسه، بأن المعني يعاني من اضطرابات نفسية.
لكن اللافت للانتباه في هذه القضية، أن أصول الجاني كانت هدية من السماء لبرونو روتايو، ليعطي دفعة جديدة لحملته ضد الجزائر، فلن يجد أفضل ليعبّد طريق الفوز برئاسة حزب الجمهوريين التي ترشح لها، ليكون في أحسن رواق للترشح لرئاسيات 2027.
فساعات قليلة بعد العملية، خرج روتايو في تصريح إعلامي عند نزوله ضيفا على نشرة الثامنة لقناة "تي.أف1"، سهرة أمس، ليقول: "منفذ العملية وُجّه له قرار مغادرة التراب الوطني الفرنسي، وقمنا بطرده 10 مرات، لكن في كل مرة ترفض الجزائر استقباله".
وواصل روتايو، منذ أمس، في شحن آلة الكراهية ضد الجزائر، بالقول في تصريح آخر لوسائل الإعلام، فور وصوله إلى مدينة ميلوز، في ساعة متأخرة أمس: "منحنا للجزائريين 250 ألف تأشيرة، العام الماضي، وفي المقابل لم نحصل سوى على أقل من 3 آلاف تصريح قنصلي يسمح لنا بطرد الجزائريين المتواجدين بطريقة غير شرعية في فرنسا".
الأكيد أن روتايو جعل من الجزائر موضوعه المفضل لرفع أسهمه تحسبا للاستحقاقات المقبلة. الأكيد أيضا أنه لا يوجد لدى السلطات الفرنسية نية لتهدئة التوتر مع الجزائر، مع مواصلة الأبواق السياسية والإعلامية في نفث سمومها ضدها.
التعليقات
شارك تسجيل الدخول
الخروج
التعليقات مغلقة لهذا المقال