38serv
تم إعادة فتح أبواب المتحف الوطني العمومي لشرشال بولاية تيبازة، اليوم الإثنين، بعد عملية ترميم وصيانة واسعة للعديد من محتوياته، التي تمت بالتعاون مع جمهورية ألمانيا الاتحادية، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية.
وقال وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، الذي أشرف على ذلك، حيث كان مرفقا بنائب وزيرة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية، السيدة كاتيا كول، إن التعاون بين البلدين يعتبر نموذجا يحتذى به في مجال الشراكة الثقافية التي تعود لسنة 1966، حيث تم التوقيع على أول اتفاقية تعاون علمي وثقافي بين الجزائر وألمانيا، وتم تجديدها سنة 2022.
وأكد الوزير أن "الالتزام الدبلوماسي بين البلدين يعكس الرؤية المشتركة التي تؤمن بأن الثقافة هي جسر للتواصل وأداة لتعزيز روابط الشعوب"، مشيرا إلى أن هذه التجربة كان لها "أثر إيجابي على الفريق الجزائري الذي استفاد من خبرات ألمانية رائدة في مجالي الترميم والصيانة"، مضيفا أن هذه الشراكة عملت على تعزيز الكفاءات الجزائرية في الحفاظ على التراث الثقافي.
وشمل مشروع ترميم المتحف الوطني العمومي لشرشال، بالتنسيق مع المعهد الألماني للآثار، الذي انطلق سنة 2008، ترميم وحماية 169 قطعة أثرية، منها تماثيل ومنحوتات نادرة، إلى جانب تحديث نظام العرض بأسلوب سينوغرافي عصري، مع توفير حماية ضد الزلازل.
وأكد الوزير أن الجزائر وألمانيا تجمعهما "رؤية مشتركة تعزز من قيمة الثقافة كوسيلة للحوار والتفاهم، وتقدم نموذجا على كيفية استغلال الثقافة في بناء الجسور بين الشعوب وتعزيز القيم الإنسانية"، معربا عن تطلعه لرؤية المزيد من الإنجازات المشتركة التي تعزز العلاقات التاريخية بين البلدين. وكشف بللو عن آفاق كبيرة لتعزيز التعاون بين البلدين مستقبلا بمشاريع مشتركة جديدة، على غرار ترميم اللوحات الجدارية للمتحف العمومي الوطني للفنون ومقتنيات "قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة"، وترميم لوحات الفسيفساء، وكذا توسيع برامج التكوين والتدريب للكفاءات الجزائرية.
من جهتها، أبرزت نائب وزيرة خارجية ألمانيا، كاتيا كول، أن العلاقات بين الجزائر وألمانيا "علاقات ثقة ضاربة في عمق التاريخ الذي يربط بين البلدين"، مؤكدة أن المجال الثقافي "قادر على توجيه الاهتمام بشكل أفضل نحو ما يوحد البلدين".
وبعد أن أعربت عن ارتياحها لتجسيد هذا المشروع، قالت السيدة كاتيا كول: "نرغب في تعزيز علاقاتنا في المجال الثقافي بشكل أكبر، خاصة بوجود علاقات ثقة بين البلدين وتعاون وثيق في عدة مجالات أخرى، كالطاقة والأمن".