رافع رجال الأعمال المغاربيين، المجتمعون بمراكش من أجل الدفع بعجلة الاندماج الاقتصادي والإقليمي بين بلدان المغرب العربي التي لا تزال حجم المبادلات بينها الأضعف بين التكتلات الاقتصادية العالمية، في وصفهم.قال عبد الإله بن كيران، رئيس حكومة المملكة المغربية، أمس، خلال افتتاحه المنتدى الثالث للمقاولين المغاربيين في مراكش، إن دول المغرب العربي لا تزال في موقف المشاهد لعالم يتطور ودول تتحوّل تدريجيا إلى قوى اقتصادية، مردفا: “فيما لا نزال نحن عالقين في أفكار عفا عنها الزمن”، ملمحا إلى أن الخلافات السياسية بين بلدان الاتحاد تلقي بظلالها على إمكانية الاندماج.وقال بن كيران مخاطبا رجال الأعمال المغاربيين، الذي اعتبر أنهم يملكون القدرة على تحقيق التكامل في الميدان قبل السياسيين: “اجعلوها وحدة نحن لاحقون بكم”.ممثل الجزائر في المنتدى، رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، بوعلام مراكش، قال إن أرباب العمل المغاربيين تقع على عاتقهم مسؤولية الاندماج الاقتصادي، مضيفا: “لكن الاندماج ليس مجرد كلمة، الفاعلون الاقتصاديون لا يهمهم إلا ما يلمسون في أرض الواقع، وهذه الواقعية تجبرنا على تحقيق أهدافنا”.ووافقه في هذا الطرح الأمين العام لاتحاد المغربي العربي، حبيب بن يحيى، الذي شدد على أهمية تقوية الشراكة بين رجال الأعمال المغاربيين من خلال العمل على ترقية التجارة البينية، وكشف في السياق عن تكليف الأمانة العامة للاتحاد بتحضير اتفاقيات بين الدول المغاربية الخمس، لخصها في برتوكول خاص بالتعامل مع الجمارك بين دول الاتحاد، والمساعدة في حل المشاكل التي تواجهها الشركات التي تتعامل مع الشركات الخارجية. من جانبها، أثارت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب ورئيسة الاتحاد المغاربي لأرباب العمل، مريم بن صالح شقرون، إشكالية ضعف حجم المبادلات بين بلدان المغرب العربي لا يتجاوز نسبة 3 في المائة من حجم مبادلاتها الخارجية، فيما تصل إلى 56 في المائة في الاتحاد الأوروبي، و60 في المائة في أمريكا و63 جنوب شرق أسيا، مضيفة “يحدث رغم أن الاتحاد المغاربي له السمات الحقيقية للسوق الإقليمية”، مؤكدة أن “الاندماج غير ممكن من دون إرادة سياسية”، وهو ما ذهب إليه سيمون غري، مدير قسم المغرب العربي بالبنك الدولي، الذي أكد في مداخلته أن الاندماج الاقتصادي مرتبط بالرهان السياسي.وناقش المشاركون في اليوم الأول من المنتدى، الذي تختتم فعالياته اليوم، عدة محاور حول إشكالية الاندماج الاقتصادي، نذكر منها “كم يكلف اللامغرب عربي”، كيف ننجح الاندماج الجهوي؟ والمبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار، إلى جانب تنظيم جلسات وورشات موازية.يشار إلى أن المنتدى عرف مشاركة رجال أعمال وفاعلين في المجال الاقتصادي للدول المغاربية الخمس، ممثلة في الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل الذي يمثل الجزائر بوفد هام لرجال الأعمال، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية، الكونفدرالية العامة للمؤسسات المغربية ومجلس أرباب العمل الليبي والكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل الموريتانية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات