+ -

 تتواصل تداعيات فشل الجولة الثانية لمؤتمر جنيف2 من مفاوضات الحل السياسي للأزمة السورية، إذ بعد تحميل طرفي النزاع بعضهما مسؤولية عدم تحقيق نتائج إيجابية، جاء الدور على رعاة المؤتمر، فقد اتهم جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية روسيا بإفشال الحل السياسي من خلال دعم بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم.جاءت تصريحات كيري خلال زيارته إلى جاكرتا والتي اعتبر فيها أن رفض النظام السوري مناقشة الهيئة الانتقالية مرده إصراره البقاء في الحكم واثقا في ذلك بدعم كل من إيران وروسيا وحزب الله، ليضيف في السياق ذاته أنه “يأمل من موسكو أن تكون جزءا من الحل بدل أن توزع المزيد من الأسلحة والمساعدات للنظام السوري”.وكان الرد الروسي سريعا على لسان سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الذي اعتبر من جانبه أن موسكو قامت بكل ما يمكنها أن تقوم به من أجل إنجاح مفاوضات الحل السياسي، مشيرا إلى أن بلاده متمسكة بالقوانين الدولية ولا يمكنها أن تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا من خلال فرض حلول لا يقبلها الشعب السوري، في إشارة إلى أن الائتلاف المعارض لا يمثل كل الأطراف السورية المعارضة، وبالتالي لا يمكنه بمفرده أن يفرض طريقة إنهاء النزاع المسلح. كما طالب كل منتقدي روسيا أن يساهموا في التخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال تخصيص ممرات تزويد المعارضة المسلحة بالعتاد العسكري لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، مضيفا أن الأسلحة التي تزودها العواصم الغربية للمعارضة غالبا ما تصل إلى “مجموعات إرهابية لا مرجعية سياسية لها”. وبخصوص آخر التطورات في صفوف المعارضة، أكد بيان للائتلاف السوري المعارض أنه تقرر تنحية رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس وذلك بعد يومين من تأكيد أحمد الجربا أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تزويد الجيش الحر بعتاد عسكري نوعي، وكان بيان الائتلاف أكد إقالة سليم إدريس وتعيين عبد الإله البشير خلفا له على رأس المجلس العسكري.وبينما أشاد أحمد الجربا في بيان بالدور الذي لعبه اللواء سليم إدريس في دعم الثورة السورية، أكدت مصادر من المعارضة أن إقالة إدريس جاءت على خلفية رفض القيادات العسكرية الميدانية الانصياع لسلطته، بسبب “تخاذله وتنفيذه لأجندات أجنبية”، بالإضافة إلى غضب قادة عسكريين في صفوف الجماعات المعارضة من طريقة توزيع العتاد العسكري.تأتي هذه التطورات أياما بعد عودة رياض الأسعد قائد الجيش الحر الذي أعلن في تصريحات لوكالة الأناضول التركية عن رفضه الانضواء تحت لواء الائتلاف السوري المعارض وجناحه العسكري المجلس العسكري الأعلى، في تأكيد على انقسام الجيش الحر إلى جيشين: جزء منه يخضع لسلطة المجلس العسكري والائتلاف وجزء يحتفظ باستقلاليته، وللتذكير فإن الجيش الحر كان شهد من قبل انسحاب جماعات مسلحة إسلامية معتدلة لتشكل الجبهة الإسلامية، وجماعات أخرى اتحدت تحت تسمية “جبهة ثوار سوريا”.وفي سياق متصل، ذكرت الخارجية الروسية أنها تلقت معلومات تشير إلى أن شخصيات معارضة سورية رافضة لمنطق التفاوض والحل السياسي تسعى لتشكيل هيئة سياسية معارضة تكون بمثابة البديل للائتلاف المعارض، في تأكيد على أن الهدف من الهيئة المعارضة الجديدة الإقرار بفشل الحل السياسي والدفع نحو الحل العسكري.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: