في منصة أُقيمت وسط مكان عام بمدينة غزة، وتحديدا في ساحة فلسطين، المعلم المعروف لدى سكان المدينة، نفذت كتائب القسام إجراءات تسليم المجندات الصهيونيات اللواتي كن في قبضة المقاومة.
كان المشهد مهيبا، حيث احتشد مقاتلون بلباس عسكري أنيق، وسط حفاوة جماهيرية كبيرة، صعد أحد مسؤولي كتائب القسام برفقة ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتوقيع الأوراق اللازمة لتسليم المجندات، لتسجل هذه اللحظة كحدث تاريخي يضاف إلى صفحات المجد الفلسطيني.
بروتوكول إعلامي منسق ومتكامل، أشرفت عليه منظومة الإعلام في كتائب القسام، نجح في لفت الأنظار وإبهار الأصدقاء والخصوم على حد سواء.
محللون وكتاب أكدوا أن ما نفذته كتائب القسام خلال حفل تسليم الأسيرات كان حدثًا استثنائيا جذب اهتمام الجميع.
واعتبر والمحلل السياسي إياد القرا، في تصريح لوكالة "شهاب"، أن التنظيم المحكم والدقة المتناهية التي رافقت عملية تسليم الأسرى جعلت منها إحدى صفقات التبادل الأكثر احترافية على الإطلاق، مشيرا إلى أنها غير مسبوقة حتى بين الدول.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد غنيم لذات الوكالة أن تنظيم كتائب القسام لتسليم الأسرى يعد نموذجا يدرس في أرقى الأكاديميات، وأضاف أن المشهد الذي نظم في غزة أذهل الاحتلال وأربك حساباته.
وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن عملية تسليم المجندات الأربع اليوم السبت بساحة فلسطين وسط مدينة غزة كانت "الأكثر تنظيما" حتى الآن من جانب حركة "حماس".
وأشارت إلى أن الحركة حاولت من خلال عرض تسليم الأسيرات توجيه رسالة مفادها أنها لا تزال تسيطر بشكل كبير على قطاع غزة رغم ما تعرضت له طوال الحرب التي استمرت 15 شهرا.
ومع انتشار صور عملية التسليم، بدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في تحليل ما اعتبروه "رسائل ورموزا" أرادت المقاومة الفلسطينية إيصالها للجانب الصهيوني، فقد أشار بعض المغردين إلى رمزية الشماغ والحطة والكوفية واللثام، إضافة إلى حمل السلاح، كإشارات لتمسك المقاومة بأرضهم والدفاع عنها.
واعتبر مدونون أن مشهد تسليم المجندات أغاظ الصهاينة الذين اعتبروه مشهدا مهينا وساخرا من جيش الاحتلال فقد ألبستهن كتائب القسام الزي العسكري وصعدن إلى المنصة يحملن شهادات الإفراج وقمن بإلقاء التحية على المقاومين والجماهير، ومن خلفهن عبارة "انتصار المظلومين على الصهيونازية" ومقاتلو القسام يحملون بنادق "التافور" التي غنموها من القوات الصهيونية.
ولفت آخرون الانتباه إلى عبارة "الصهيونية لن تنتصر" المكتوبة على المنصة، محاطة بعدد كبير من المقاومين وخلفهم حشد من المواطنين.
وعلق البعض على مشهد توقيع أوراق تسليم الأسيرات بين مقاوم فلسطيني وموظف الصليب الأحمر، معتبرين ذلك دليلا على قوة موقف المقاومة.