38serv
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، اليوم الجمعة، عدوانها ضد الفلسطينيين بمدينة جنين في الضفة الغربية، لليوم الرابع على التوالي، فيما تمت محاصرة مخيمها بالكامل، وحتى المراكز الطبية والمستشفيات في المدينة.
وقد أسفر العدوان على جنين إلى حد الآن، عن استشهاد 12 فلسطينيا وإصابة 40 آخرين، واعتقال العشرات، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، ونزوح نحو 2000 شخص باتجاه القرى المجاورة، هربا من التقتيل الممنهج، الذي ينذر بكارثة إنسانية أخرى، لا تقل وحشية عما وقع في غزة، طيلة 15 شهرا.
وحسب ما تناقلته مصادر إعلامية متفرقة ومتوافقة، فإنه تم، مساء أمس الخميس، الدفع بتعزيزات عسكرية إلى المخيم، وسط تصاعد حدة الاشتباكات مع كتائب المقاومة الفلسطينية، فيما تم فرض حظر التجوال في المخيم من ساعات المساء وحتى الصباح، كما أغلقت كل المنافذ المؤدية إليه.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن شهود عيان بالضفة الغربية، إفادتهم بسماع أصوات انفجارات واشتباكات مسلحة بين حين وآخر في المنطقة، مؤكدين اعتقال عشرات الفلسطينيين وتحويلهم للتحقيق في مراكز قريبة من المدينة.
ومنذ بدء العملية، ظهر الثلاثاء الماضي، والتي أطلق عليها اسم "السور الحديدي"، شرعت جرافات الجيش الإسرائيلي في تدمير البنى التحتية ومحال تجارية في المخيم، لتقدم الأخيرة اليوم على هدم المزيد من المنازل.
وحذر نائب محافظ جنين، منصور السعدي، أمس الخميس، من مخطط للجيش الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح واسع لوسط مخيم جنين، محذرا من أن الحملة المقبلة قد تشبه الإبادة الجماعية التي نفذها الكيان الصهيوني في شمال قطاع غزة.
وقال السعدي للأناضول: "الجيش أغلق المداخل الأربعة للمدينة والمخيم بالسواتر الترابية، ما منع الدخول والخروج منها". وأضاف أن المرضى والطواقم الطبية في مستشفى جنين الحكومي يواجهون ظروفا صعبة، بسبب قطع الكهرباء وإمدادات الوقود عن المستشفى نتيجة العدوان المستمر.
ومن جهتها، وثقت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مغادرة نحو 2000 عائلة من المخيم، منذ منتصف ديسمبر الماضي.
ويأتي العدوان على جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت 15 شهرا.