تتوجه الأنظار، مساء اليوم الجمعة، نحو ملعب 5 جويلية الأولمبي، الذي سيحتضن قمة واعدة بامتياز، تجمع اتحاد الجزائر بضيفه الجار مولودية الجزائر، في لقاء متأخر عن الجولة التاسعة من الرابطة المحترفة الأولى.
وبغض النظر عن طابعها المحلي والوزن الذي تكتسيه المواجهة في نظر عشاق الناديين العاصميين، فإن نقاط مباراة غد تعد هامة جدا في مشوار الاتحاد والمولودية، كونهما يتطلعان لاستغلال المباريات المتأخرة التي في جعبتهم في مرحلة الذهاب، من أجل التمركز في مرتبة مناسبة ترشحهم للتنافس على لقب البطولة.
وعلى عكس المواسم السابقة، فإن الاتحاد والمولودية يمران في الوقت الحالي بأحسن الظروف، حيث تأهلا للدور ربع النهائي في مشاركتهما في المنافسة الإفريقية وتخطى كلاهما عقبة الدور الـ32 من كأس الجزائر بسلام، وحتى في البطولة المحلية يحتل رفقاء القائد سعدي رضواني المركز الـ6 برصيد 20 نقطة وبفارق 5 نقاط فقط عن المتصدر شبيبة القبائل، لكن الاتحاد تنقصه أربع مباريات متأخرة تجمعه أمام (مولودية الجزائر، أتلتيك بارادو، أولمبيك أقبو، اتحاد خنشلة)، وفي حال تحقيق الاتحاد ثلاثة انتصارات في لقاءاتهم المتأخرة سيتربع على كرسي الصدارة، قبل استئناف الشطر الثاني من البطولة المحترفة.
ويعرف مستوى اتحاد الجزائر بقيادة مدربه التونسي نبيل معلول منحنى تصاعديا بشهادة كل المتتبعين، ما جعله مرشحا للتنافس بقوة على كأس الكونفدرالية والبطولة المحلية، في ظل تنوع التعداد وتوفر الحلول لدى التقني التونسي في مختلف المناصب.
ويعد دفاع اتحاد الجزائر نقطة قوة الفريق بتلقيه 3 أهداف فقط في مجموع 11 مباراة خاضها لحد الآن، ولم ينهزم سوى في لقاء واحد وكان ذلك أمام شباب قسنطينة.
وسيكون تعداد الاتحاد كله جاهزا لخوض مباراة الداربي، حيث استرجع الطاقم الفني المدافع الشاب عماد عزي الذي تعافى من الإصابة واندمج مع المجموعة أول أمس الثلاثاء، لكن مشاركته أساسيا مستبعدة، نظرا لتفضيل المدرب نبيل معلول العناصر التي اكتسبت الخبرة في صورة آدم عليلات.
وينتظر أن يعتمد المدرب نبيل معلول على نفس التشكيلة التي لعب بها الفريق المرحلة الثانية من مواجهة جاراف السنغالي، مع إمكانية عودة بوخنشوش إلى وسط الميدان.
من جهته، ركز نادي مولودية الجزائر، المنتشي بالتأهل لربع نهائي رابطة أبطال إفريقيا، على الاسترجاع خلال تحضيراته لـ"الداربي"، قصد التخلص من الإرهاق الذي نال من اللاعبين جراء السفرية الطويلة التي قطعها الأسبوع الماضي من الجزائر نحو تنزانيا.
وبعد نجاحه في الاختبار القاري، سيكون المدرب التونسي خالد بن يحيى أمام امتحان جديد يحقق به "الوثبة البسيكولوجية" بعد سلسلة التعثرات التي سجلها العميد في لقاءات البطولة على ملعب 5 جويلية الأولمبي، جعلته يحتل المركز الثالث مؤقتا برصيد 21 نقطة منقوصا من ثلاث مباريات أمام كل من اتحاد الجزائر وشبيبة الساورة وترجي مستغانم على التوالي.
ومن المفارقة أن رفقاء زكرياء نعيجي لم يتذوقوا طعم أي انتصار في البطولة بالصرح الأولمبي منذ شهر ماي الماضي، بمناسبة مباراة الداربي أمام الجار اتحاد الجزائر، الذي رسّم فيه العميد تتويجه بلقب البطولة بعد هدف زوغرانا.
وفي ظل غياب الحلول الكثيرة بالنسبة للمدرب خالد بن يحيى على مستوى الهجوم، توحي كل المؤشرات باعتماد التقني التونسي على نفس التركيبة التي خاضت لقاء يانغ أفركيانز بدار السلام.
وبعيدا عن كل هذه المعطيات، فإن مواجهات الداربي بين الغريمين الاتحاد والمولودية تلعب على جزئيات صغيرة، حيث يلعب التحضير الذهني دورا كبيرا، مثلما صرح به مدربا الفريقين.
الفرجة مضمونة في المدرجات
وإلى جانب التنافس الذي سيعرفه اللقاء على أرضية الميدان بين اللاعبين، فإن الفرجة والإثارة ستكون من دون شك حاضرة بقوة في المدرجات، يصنعها مشجعو الفريقين كعادتهم في كل موعد يلاقيهم.
محلية جزائرية بـ"توابل تونسية" لأول مرة
وسيكون لقاء "الداربي" بين الاتحاد والمولودية خاصا هذا الموسم، كونه سيعرف تنافسا تونسيا لأول مرة في تاريخ الداربي، يلتقي فيه مدرب نادي "سوسطارة" نبيل معلول ومدرب العميد خالد بن يحيى، ما يجعل الصراع التكتيكي قويا، حيث يسعى كل مدرب لكسب الرهان وكتابة اسمه في تاريخ المواجهات المحلية بين الاتحاد والمولودية.
وقد أسندت لجنة التحكيم مهمة إدارة المباراة للحكم مشايرية، بمساعدة كل من حمايدي وغزلي، فيما سيقود تقنية "الفار" الحكم حركات بمساعدة بويمة.