38serv
على ما يبدو، انقلب السحر على الساحر.. وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، يتلقى الضربة تلو الأخرى، بسبب هوسه بالجزائر خلال الأسابيع الماضية.
جيرار أرو، دبلوماسي فرنسي سابق، شغل عدة مناصب هامة في الهرم الدبلوماسي الفرنسي، من بينها سفير لبلاده في الكيان الصهيوني، ما سمح له أن يكون صوتا مسموعا في كل ما يتعلق بالعلاقات الدولية، وصار ضيفا منتظما للقنوات التلفزيونية، إلى غاية وصفه ما يعيشه الفلسطينيون بالتمييز العنصري، فقلّ ظهوره.
الدبلوماسي تدخل طبعا في ما يجري من سجال بين الجزائر وفرنسا، وخص بالذكر، اليوم الأربعاء، عبر تغريدة في منصة "إكس"، وزير الداخلية، برونو روتايو، الذي أخذ على عاتقه شغل الواجهة في هذه الأزمة الدبلوماسية.
وكتب جيرار أرو: "فليصمت، أعلم أنه يدغدغ مشاعر ناخبيه، لكن عليه أن يفكر في المصلحة الوطنية، ليس هكذا تمارس السياسة الخارجية".
Mais qu’il se taise! Je sais qu’il satisfait ainsi une partie de son électorat mais qu’il pense à l’intérêt national. Ce n’est pas ainsi qu’on fait de la politique étrangère. Ces postures de matamore ne mènent nulle part. https://t.co/okHf5GCzLR
— Gérard Araud (@GerardAraud) January 22, 2025
وجاءت هذه التغريدة ردا على أخرى لوزير الداخلية قال فيها: "أتفهم أن حرب التحرير حدث مؤسس للجزائر المعاصرة. أتفهم أن الجزائر تحتفي بهذا الحدث. أنا أحترم السيادة، احترم الدول، احترم الشعوب، لكن في المقابل أنتظر أيضا أن يتم احترام فرنسا، فمهما كانت آلام الذاكرة فهي لا تسمح لأي كان، بما فيها الجزائر، أن تهين فرنسا".
وضاقت عدة أصوات ذرعا من تدخل روتايو في مجال لا يخص صلاحياته الوزارية، في مقدمتهم، زميله في الخارجية، جون نوال بارو، الذي صرح، منذ يومين، بأن "السياسة الخارجية لفرنسا تقرر من طرف وزارة الخارجية وتحت سلطة رئيس الجمهورية"، ردا على مطالبة روتايو بإلغاء اتفاقية الهجرة لسنة 1968.
وفي نفس الاتجاه، قالت الوزيرة السابقة والمترشحة لرئاسيات 2007، سيغولين روايال، إن روتايو يقود "دبلوماسية موازية". كما انتقدت تحامله على الجزائر. واليوم أيضا، وجهت نيابة باريس انتقادات للوزير بإعلانه توقيف المؤثر الجزائري، رفيق مزيان، واعتبرت أن جهاز القضاء هو المخوّل الوحيد للحديث عن قضية قيد التحقيق، وأضافت النيابة في بيانها: "لحد الساعة لم توجه أي تهمة للمعني الذي أصلا ليس موقوفا".