نتنياهو يلهب الضفة الغربية للتغطية على فشله في غزة

+ -

فتح رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو جبهة جديدة في الضفة الغربية، حيث أعلن جيش الاحتلال عن بدء عملية عسكرية بمخيم جنين شمال الضفة الغربية، استشهد إثرها ثمانية فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح، تطور يأتي بعد يومين من وقف إطلاق النار بهدف صرف الأنظار عن الفشل المدوي في حربه على غزة.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان عن سقوط "9 شهداء ونحو 35 إصابة جراء عدوان الاحتلال على جنين". وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف من العملية "استئصال الإرهاب". وفي بيان أولي قال الجيش الإسرائيلي: "يباشر جيش الدفاع والشاباك وحرس الحدود حملة عسكرية لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين"، أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي".

وذكر شهود عيان، حسب وكالة "الأناضول"، أن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت عدة أحياء في المخيم الملاصق لمدينة جنين من جهتها الغربية، وأشاروا إلى أن صافرات الإنذار دوت في المخيم للتحذير من العملية الإسرائيلية وبينوا أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية نحو المخيم.

وذكر الشهود أن طائرات مسيرة قصفت مرتين موقعا في المخيم، دون معرفة طبيعة الهدف، ولفتوا إلى وجود طائرات مروحية بسماء المخيم.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "بدأ الجيش الإسرائيلي عملية في جنين بغارة جوية بطائرة دون طيار، استهدفت عدة بنى تحتية".

وأضافت: "بدأت قوات عديدة من الجيش، بما في ذلك وحدات خاصة وجهاز الشاباك وحرس الحدود، عملية خاصة ستستمر في الأيام المقبلة".

وأشارت إلى أن أهداف العملية الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء الضفة الغربية وتدمير وتحييد البنية التحتية للإرهاب والقنابل الموقوتة".

بدورها قالت "كتيبة جنين" التابعة لـ"سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان: "تمكن مقاتلونا من اكتشاف قوة صهيونية خاصة تسللت إلى حي الهدف وإيقاعها بحقل من النيران محققين إصابات مؤكدة".

من جهتها دعت حركة حماس، الثلاثاء، في بيان عنونته بـ"دعوة للنفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني"، "جماهير شعبنا في الضفة الغربية وشبابها الثائر للنفير العام وتصعيد الاشتباك مع جيش الاحتلال في كافة نقاط التماس معه، والعمل على إرباكه وإفشال العدوان الصهيوني الواسع على مدينة جنين ومخيمها".

ونعت الحركة "شهداء جنين الذين ارتقوا بنيران وقصف الاحتلال"، كما أشادت بـ"بسالة المقاومين وتصديهم واشتباكهم مع جنود الاحتلال واستهدافهم بالعبوات الناسفة".

وفي بيانها أكدت حماس أن "العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال في جنين ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة ضد أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة، ولن تنكسر الإرادة الفلسطينية أمام غطرسة المحتل وجرائمه وانتهاكاته المستمرة".

في المقابل أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أن إطلاق العملية العسكرية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية جاء بقرار من مجلس الوزراء السياسي والأمني "الكابينت".

وقال نتنياهو إنه "بتوجيه من الكابينت أطلقت قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وشرطة إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ومهمة للقضاء على الإرهاب في جنين"، وفق تعبيره.

من جهته، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: "بعد غزة ولبنان، بدأنا اليوم بتغيير مفهوم الأمن في الضفة الغربية أيضا". وكشف أن "هذا جزء من أهداف الحرب التي أضيفت بناء على طلب (حزب) الصهيونية الدينية إلى الكابينت، الجمعة".

وادعى سموتريتش أن عملية "السور الحديدي ستكون حملة قوية ومتواصلة ضد عناصر الإرهاب ومرتكبيه، لحماية المستوطنات والمستوطنين، ولأمن إسرائيل بكاملها، التي تشكل المستوطنات حزامها الأمني"، وفق تعبيراته.

وموازاة مع الإبادة بغزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 861 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700 واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وصباح الأحد، دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يجري خلالها التفاوض على مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وجاء إطلاق العملية العسكرية في الضفة الغربية يومين بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بعد حرب همجية على قطاع غزة، دامت أكثر من 15 شهرا وخلفت استشهاد حوالي 47 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، مع ذلك فشل جيش نتنياهو في تحقيق الأهداف التي أعلن عنها، وهي تفكيك حركة حماس، الأمر الذي جعل نتنياهو في مرمى الانتقادات وتحميله مسؤولية الفشل ما يعجل برحيله.