استعرض رئيس جمعية البركة للعمل الخيري والإغاثي، الشيخ أحمد إبراهيمي، حملة "الوعد المفعول" التي أطلقتها الجمعية منذ الـ7 أكتوبر 2023 م إلى اليوم، مشيدا بحصيلة الحملة ومساعدات الشعب الجزائري لدعم غزة، مؤكدا أن 90 بالمائة من المساعدات إلى غزة تبرع بها "الزوالية والفقراء والمساكين"، وداعيا الشعب الجزائري إلى الحضور بقوة في إعادة بناء وإعمار غزة.
وأعلن أحمد إبراهيمي، في ندوة صحفية، أمس الإثنين، بمقر الجمعية في الجزائر العاصمة، عن إطلاق حملة "بشرى الصابرين" تماشيا مع جهود حملة "الوعد المفعول"، والتي جاءت تزامنا مع وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ وانتهاء حملة "الوعد المفعول"، وهذا لمحو آثار الدمار وتخفيف الألم، من خلال مشاريع كبرى، تنوي جمعية البركة الجزائرية تحقيقها لدعم إعمار غزة، موجها نداء للشعب الجزائري لأجل دعم صمود الغزيين وإعادة إعمار وبناء غزة من خلال هذه المشاريع الهادفة.
وكشف رئيس جمعية البركة عن أهم المشاريع التي تضمنتها هذه الحملة والمستوحات من قول الله تعالى {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرينَ}، مشيرا إلى أن مشاريع هذه الحملة تهدف إلى تحسين أوضاع غزة وإعمارها، بعد الدمار الذي حلّ بغزة منذ اندلاع العدوان الصهيوني عليها.
وأشار إبراهيمي إلى مقولته السابقة، والتي رددها خلال ندواته الصحفية "إذا خذلناهم في الحرب فيجب أن لا نخذلهم في الإعمار"، منتقدا الدول والشعوب المستفيدة من الحظر الصهيوني على غزة "بحجج واهية ومبررات غير مقبولة"، مؤكدا أنه "إذا استنصرك شخص ولم تنصره فليس لك أيّ حجة أمام الله سبحانه وتعالى"، معتبرا أن المشاركة في الحظر على الشعب الفلسطيني "خذلان كبير".
وأكد الشيخ أحمد إبراهيمي أن "دولتين أو ثلاث دعمت غزة في المحاكم الدولية وعلى رأسها جنوب إفريقيا، والجزائر الدولة الوحيدة في مجلس الأمن". وأضاف: "لم نر الشعوب التي كانت تنتفض لفلسطين وتخرج بالملايين، ولم نر الكثير من الأشياء من هذه الشعوب"، كاشفا في ذات السياق "لم نر الكثير من الجمعيات التي كانت ترافقنا إلى غزة في الميدان، الكثير من الجمعيات التي كانت موجودة في غزة قد هربت".
وقال رئيس جمعية البركة الجزائرية "دخلنا في معركة هي أكثر من معركة الحرب، في الحرب على الأقل نوفر وجبات وأغطية وخيم.. لكننا الآن دخلنا في مشروع كبير"، مؤكدا "خرجنا من الجهاد الأصغر ودخلنا في الجهاد الأكبر"، داعيا إلى توفير "ملايير الدولارات لإعادة بناء غزة".
ودعا الشعب الجزائري إلى الحضور بقوة، وقال "كنا حاضرين بقوة أثناء الحرب، فلم تُرعبنا ولم تُخفنا الحرب، ولن يخيفنا الإعمار، وسنكون جزءا منه"، مشيرا "لدينا تاريخ، وسنعيد بناء مؤسساتنا ومستشفياتنا ومدارسنا"، معتبرا أن هذه المشاريع هي "رزق الجزائر ورزق الشعب الجزائري التي بناها وحققها خلال العشرين سنة الماضية"، كاشفا أن 90 بالمائة من المساعدات إلى غزة وفلسطين كانت من قبل "الزوالية والفقراء والمساكين".
وكشف الشيخ أحمد إبراهيمي رئيس جمعية البركة الجزائرية عن المشاريع المزمع تحقيقها في هذه الفترة: مشروع بناء 50 مضخة لتحلية المياه، بدءا بتجهيز 10 مضخات حاليا، مشروع شاحنات نقل المياه وهي 10 شاحنات كبيرة، مشروع ترميم المنازل المدمرة وتتمثل في ترميم 10 آلاف منزل مدمر، مشروع تجهيز 5 مخابز على مستوى قطاع غزة، حيث كانت الجمعية تتوفر على مخبزتين توفر 80 ألف خبزة يوميا، قصف الاحتلال واحدة وبقيت واحدة توفر 40 ألف خبزة يوميا.
وعلاوة على ذلك هناك مشروع دعم الجرحى (10 آلاف جريح)، مشروع رعاية الأيتام (20 ألف يتيم)، مشروع ترميم مستشفى النجار، مشروع ترميم المستشفى الإماراتي (مستشفى تبرع به مواطن إماراتي وليس له علاقة بدولة الإمارات)، مشروع شراء محطة سولار، مشروع ترميم المدرسة الجزائرية (مدرسة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي)، مشروع بناء وترميم المساجد (ثلاثة مساجد)، مشروع الدعم الطبي، مشروع دعم الشاليهات (إنتاج وطني جزائري) ومشروع توفير الطاقات الشمسية وغيرها.
وأكد رئيس الجمعية البركة الجزائرية أن "كل هذه المشاريع سننطلق في تنفيذها بداية من اليوم الإثنين، بعد الانتهاء مباشرة من هذه الندوة الصحفية"، مشددا على أن الشعب الجزائري ومن خلال هذه الجمعية "سنبقى مستمرين في توفير الوجبات والماء والخبز والأحذية وكافة المساعدات".
وكشف المتحدث أن جمعية البركة تملك مخازن في قطاع غزة، مؤكدا أن "الجمعية الوحيدة التي تملك مخازن هي جمعية البركة، والمخزن الواحد مساحته 1000 متر مربع".
وأوضح "جهزنا مخزنا آخر في جنوب قطاع غزة"، مؤكدا "سنكون مركزا للمساعدات التي تبرع بها الشعب الجزائري، والتي يدعمها الشعب الجزائري أيضا، وسنكون أيضا مركزا لكل المؤسسات التي تريد أن تساعد الشعب الفلسطيني"، وتابع "لدينا طلبات من مؤسسات دولية لاستغلال مخازننا، والآن بدأت الشاحنات تصل إلى مستودعاتنا".
وفي ذات السياق، أوضح أن إنجازات جمعية البركة الجزائرية واستمرار أعمالها في القطاع وتحقيقها لهذه النجاحات لم يكن بالأمر السهل وكان نتيجته صمود الرجال، باعتبار أن الجمعية تعرضت للعديد من القصف من قبل الاحتلال الصهيوني نتيجة تقديمها للمساعدات لأهل غزة، والتي كانت فاتورتها استشهاد 75 شهيدا من خدام العمل الخيري بالجمعية، مشددا أن الجمعية لن تتوقف وستستمر في تقديم المساعدات وإعمار غزة.
وأفاد أحمد إبراهيمي أن جمعية البركة الجزائرية ستنطلق، بعد وقف الحرب في غزة، في تحقيق المشاريع الخيرية والإغاثية في الجزائر بدءا من ولاية تمنراست وغيرها، مشددا على ضرورة خدمة البلاد والمشاركة في التنمية المستدامة للوطن، من خلال مختلف المشاريع الإغاثية والخيرية.