38serv
ترأس وزير الدولة وزير الخارجية، أحمد عطاف، بتكليف من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الإثنين، جلسة نقاش مفتوح بمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وقال عطاف، في كلمة، خلال ذات الجلسة نقلها التلفزيون العمومي: "جئنا إلى اجتماعنا هذا محملين بمشاعر يختلجها الأمل والحذر بين الترقب والتطلع لأن تضع الحرب ضد غزة أوزارها، اتفاق وقف إطلاق النار في هذه الأرض الفلسطينية الجريحة طال انتظاره على خلفية تنفيذ المشروع الإسرائيلي في غزة تحديدا وفي المنطقة عموما".
وأضاف عطاف: "هذا الاتفاق تعددت العراقيل المفتعلة والمنصوبة على درب الوصول إليه، ظاهرا وباطنا علنا وخفية، هذا الاتفاق لطالما أحبط غيابه المجموعة الدولية بِأسرها، المجموعة الدولية علقت على الاتفاق كل آمالها في رفع المعاناة والغبن عن الفلسطينيين وفي كسر جمود العملية السياسية الهادفة إلى معالجة القضية الفلسطينية خاصة، وإلى استعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط عامة الشكر والتقدير لمجموعة الوساطة الدولية التي عملت جاهدة لتحقيق هذا الاتفاق بعد 15 شهرا من حرب خلّفت حصيلة مأساوية تعجز عن وصفها جميع الألسن واللغات، بما فيها لغة الأرقام".
وتابع وزير الخارجية: "غزة لم تعد غزة بعد ما طالها من جرائِم راح ضحيتها أكثر من 46 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، غزة لم تعد غزة بعد ما لاقته من دمار مهول سوى بالأرض بناياتها، ومستشفياتها، ومحلاتها، ومدارسها، وجامعاتها، بل وحتى مساجدها، وكنائسها، وملاجئها، ومقابرها، غزة لم تعد غزة بعد هدم كافة أركانها ومقدراتها والقضاء على مختلف شرايين الحياة الاقتصادية والاجتماعية بها، فضلا عن تفقير شعبها وحرمانِه من أبسطِ سبل العيش الكريم ومقومات البقاء".
وأكد عطاف أنه "بالرغم من هذه الحصيلة الكارثية على أكثر من صعيد، إلا أن الشعب الفلسطيني أبى إلا أن يخرج في غزة وفي كافة أراضيه المحتلة محتفلا بإعلان وقف إطلاق النار"، مضيفا: غزة ليست أرضا دون مالك ودون مستقبل ومستقبلها يحدده الفلسطينيون في المقام الأول وبعيدا عن التدخلات الخارجية التي من شأنها أن تعمق الانقسامات".
الجزائر ستواصل دعم الشعب الفلسطيني
وأبرز عطاف أن "وقف إطلاق النار في غزة لن يكون شاملا ولن يكون نهائيا ولن يكون مستداما، إلا إذا استند إلى عملية سياسية هادفة ومتبصرة وجريئة وصادقة تضع نصب أولوياتها تحقيق التسوية النهائية للقضية الفلسطينية، وفق صيغة حل الدولتين المتوافق عليها دوليا، اليوم أكثر من الأمس".
وأشار في هذا الصدد، إلى أن الجزائر ستواصل، تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وبحرص شديد منه، دورها المعهود وانخراطها الفعلي في كافة الجهود الدولية الرامية، "للتكفل بالاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة فور رفع الحصار الجائر المفروض عليه وذلك عبر المساهمة في جهود الإغاثة وعبر تقديم العون لتشييد المستشفيات الميدانية حال توفر الظروف المواتية وكذا عبر مواصلة دعمها لوكالة الأونروا التي ظلمت زورا واتهمت بهتانا وهددت دون أن تفقد علة وجودها".
كما ستساند الجزائر وتؤيد - حسب عطاف - "مسار المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية وهو المسار الذي يبقى ضرورة حتمية لابد من استكماله على النحو الذي يضمن إنهاء الانقسامات التي طالما عانى من ويلاتها الشعب الفلسطيني نفسه".
وستعمل الجزائر - كما قال الوزير- على "تحصين حل الدولتين المكرس من قبل الشرعية الدولية وذلك عبر العمل من أجل الحفاظ على مقومات قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة وتمكينها من العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة وكذا تعزيز الاعترافات الدولية بها في أفق المؤتمر الدولي المزمع انعقاده منتصف هذا العام".