38serv
لم تحدث المعجزة التي كان ينتظرها الجمهور الجزائري في مونديال كرة اليد الذي تجري أطواره في كل من كرواتيا والدنمارك والنرويج، عقب ترسيم الإقصاء المبكر للمنتخب الوطني في الدور التمهيدي، بإضاعته آخر فرصة له وخسارته أمام الجارة تونس في "داربي" مغاربي قوي بنتيجة 26/25.
ورغم أن أبناء المدرب فاروق دهيلي لعبوا دون مركب نقص وحاولوا الوقوف الند للند أمام أحد أفضل المنتخبات في القارة السمراء، إلا أن ذلك لم يشفع لهم لكسب الرهان، ليخرجوا من المنافسة بخفي حنين، بخسارتهم المباراة الثالثة على التوالي، التي أعقبت خسارتين سابقتين أمام الدنمارك (22/47) وإيطاليا (23/32).
ومن تتبع حيثيات تحضيرات المنتخب لهذا الموعد الهام لن يكون، على الإطلاق، مستغربا لهذا الإقصاء الذي يعتبر تحصيل حاصل، لاكتفاء النخبة الوطنية بتربص واحد لا غير في مركز المنتخبات الوطني بفوكة في تيبازة وثلاثة لقاءات ودية جرت كلها أسبوعا قبل بداية المنافسة العالمية في كرواتيا، وهو الأمر الذي يظهر الاستخفاف بالموعد العالمي و"البريكولاج" الذي يحصل في الاتحاد الوطني لكرة اليد، الذي لم يكلف نفسه عناء تنظيم معسكرات إعدادية أخرى للمنتخب.
صحيح أن الهيئة المسيرة للكرة الصغيرة في بلادنا تعاني من الديون التي تهاطلت عليها ولكن ذلك لم يكن ليمنعها من طرق كل الأبواب أو على الأقل الإفصاح عن هذه الصعوبات التي واجهتها في العلن حتى لا تبقى دار لقمان على حالها وتزداد الكرة الصغيرة الجزائرية صغرا، بما أن كل مسؤول يتحجج بالصعوبات المالية دون القيام بالواجب والتحرك لإيجاد الحل المناسب.
وكان بمقدور الاتحاد الجزائري لكرة اليد، الذي ترأسه كريمة طالب، مثلا، البحث عن ممولين و"سبونسور" بعد المشوار المشرف الذي كان قد حققه المنتخب في بطولة أمم إفريقيا بمصر، حيث وصل إلى نهائي دورة القاهرة وانهزم بصعوبة أمام العملاق المصري.
إعادة هيكلة اللعبة ضرورة ملحة
على بعد شهر واحد من الجمعية الهامة الانتخابية للاتحاد الجزائري للعبة، بات من الضروري الآن هيكلة هذه الرياضة باختيار الأشخاص المناسبين لقيادة الاتحاد من الذين يغيرون على هذا الاختصاص ويرغبون في المساهمة في تطويره، أو على الأقل إعادة أمجاده الماضية.
ومثلما أكده النجم السابق للمنتخب، هشام بودرالي، لـ"الخبر"، في تصريحات سابقة، فإنه أضحى من الضروري وضع الإمكانيات اللازمة لهذا الاختصاص من أجل النهوض به، وعدم التركيز فقط على كرة القدم التي تذهب إليها كل الإمكانيات وكل الأموال.
إنجاز قاعات بمواصفات دولية أضحى ضرورة ملحة، مثلما أضحى من المهم التفكير في نظام منافسة فعال من أجل تطوير البطولة الوطنية وتكوين بالتالي لاعبين محليين للمنتخب.
دهيلي: الإقصاء قاس ولكننا لن نستسلم
وكشف الناخب الوطني لكرة اليد، فاروق دهيلي، أن الإقصاء من الدور التمهيدي لمونديال كرة اليد يبقى مرا، خاصة أن الجميع كان يرغب في رفع التحدي رغم الصعوبات.
وأشار دهيلي في تصريحات صحفية بعد نهاية المباراة أمام تونس بخسارة وإقصاء إلى أن المواجهة كانت قوية أمام تونس والتأهل لعب على جزئيات.
ورغم المرارة التي شعر بها إلا أن الناخب الوطني طالب بالتجند مرة أخرى ومواصلة العمل، خاصة أن امتحانا آخر ينتظر المنتخب، بلعب كأس الرئيس، وهي المنافسة على مكانة من المرتبة الـ24 إلى 32 والتي تبدأ هذا الثلاثاء، مضيفا أن المنتخب لن يستسلم.