38serv
أدانت الجزائر، التي تترأس مجلس الأمن لشهر جانفي، "بشدة"، أمس الجمعة، الهجمات المتعمدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني ضد أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، داعية إلى فتح تحقيق محايد قصد تطبيق مبدأ المساءلة.
ونقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية، فإن الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، قال في مداخلته، خلال اجتماع حول قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (الأوندوف): "ندين بأشد العبارات الهجمات المتعمدة لقوات الاحتلال (الصهيوني) على أفراد قوة اليونيفيل، وكذلك التدمير المقصود لمقراتها". ودعا بن جامع إلى "فتح تحقيقات محايدة تسمح بالتطبيق الفعلي لمبدأ المساءلة".
وحذر الدبلوماسي من "الانتهاكات الجارية بمنطقة عمليات اليونيفيل والأوندوف" التي ترتكبها القوة المحتلة والتي تعد "مصدر قلق بالغ"، مجددا في الوقت ذاته دعم الجزائر الثابت لهذه البعثات وإرادتها "الحازمة" لضمان "سلامة وأمن جنود حفظ السلام". واستطرد قائلا: "نؤكد مجددا أن الهجمات التي تستهدف جنود حفظ السلام تعتبر جرائم حرب".
وبعد أن ذكر بأن مجلس الأمن تبنى، الشهر الماضي، اللائحة 2766 المجددة لعهدة الأوندوف، صرح الدبلوماسي بأن الجزائر تطالب بأن يتم تنفيذ هذه اللائحة "بشكل تام". وأكد أن "الجزائر توافق وتدعم البند الرئيسي للائحة بما في ذلك وجوب الاحترام الكامل لشروط اتفاق فك الاشتباك لسنة 1974 والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس ومنع انتهاكات وقف إطلاق النار في المنطقة الفاصلة، والسهر على ألا يكون هناك أي نشاط عسكري في هذه المنطقة".
ومن جهة أخرى، أشار بن جامع إلى أن "الأعمال (الصهيونية) في المنطقة الفاصلة والتوغلات المتكررة في الأراضي السورية تشكل تهديدا خطيرا، ليس فقط بالنسبة لسوريا التي تمر بمرحلة جد حرجة، بل أيضا للسلام والأمن الإقليمي والدولي". وفي هذا الصدد، دعا الدبلوماسي مجلس الأمن إلى "تجديد التأكيد على لوائحه والتحرك بحسم من أجل وضع حد لهذه الأعمال"، مشددا على أنه "لا أحد فوق الحق (و) القانون و(أنه) يجب تطبيق مبدأ المساءلة".
وأكد الدبلوماسي "أن معالجة الأسباب الجذرية للصراع في المنطقة عن طريق إنهاء احتلال جميع الأراضي العربية أمر أساسي لضمان سلام دائم في الشرق الأوسط". وتابع قائلا: "إن سلسلة العنف الحالية أكدت مرة أخرى على حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أنه لا يمكننا تسوية مشاكل المنطقة من خلال حلول جزئية". وأردف يقول إن تحديات المنطقة "مترابطة ولا يمكن التوصل إلى تحقيق سلام دائم وحقيقي إلا من خلال نهج شامل".
وفي هذا الاطار، نوه بن جامع باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، متمنيا أن يتمكن هذا الأخير من "وقف سفك الدم غير المبرر الذي يشهده القطاع"، قائلا إن "هذا التطور مرحب به دون أدنى شك، غير أنه لا يمكن ولا يجب أن يكون هدفنا الوحيد"، مضيفا أن هذا الاتفاق "يجب أن يكون نقطة انطلاق نحو حل عادل ودائم والتحضير لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف".
وفي الختام، دعا بن جامع أعضاء مجلس الأمن للتعبئة من أجل "التوصل إلى حل عادل ودائم لإحلال السلم والعدل بمنطقة الشرق الأوسط".