38serv
كشفت الباحثة الفرنسية، ايزابيل فاها، عن حقائق صادمة تتعلّق بالجرائم البشعة والوحشية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق الشعب الجزائري، واعترفت بكل شجاعة خلال الندوة العلمية التي نظمتها جامعة عبد الحميد ابن باديس بمستغانم تحت عنوان "الذاكرة والانتهاكات التي اقترفها الجيش الفرنسي الاستيطاني" أن أبيها "مجرم حرب وعائلتها تكن حقدا دفينا" تجاه الجزائر.
إن صدمة هذه الباحثة لم تتوقف فقط عند اعتراف والدها بجرمه الشنيع في حق الشعب الجزائري، لكنها اكتشفت بنفسها حقائق تصفها بالمؤلمة والصادمة من خلال الأرشيف الذي تركه والدها، تقول: "أثناء تفتيشي في صندوق الصور القديم، صُدمت بالعثور على صور توثّق الجرائم الوحشية التي ارتكبها والدي ضد الجزائريين". وأضافت أن مهمتها هي إثبات الحقيقة حول هذا الاستعمار الوحشي، وحول العنف والتعذيب والمجازر المرتكبة في حق الشعب الجزائري.
ثم روت كيف اكتشفت عندما كانت طفلة صورا لوالدها بالزي العسكري، وهو يضحك ويفتخر، ويقف أمام جثث الجزائريين، دون أن تفهم الوحشية التي تكمن وراء هذه الصور، لم تتضح لها هذه الصور، التي التقطت خلال الحرب الجزائرية، إلا بعد فوات الأوان، عندما علمت بتورط والدها في عمليات التعذيب التي تعرض لها الجزائريون خلال تلك الحرب.
بالرغم من الألم والشعور بالذنب الذي رافق الباحثة لسنوات أكّدت في شهادتها أن نقل الحقائق التاريخية المغيّبة عن جرائم الاستعمار الفرنسي أصبح جزءًا لا يتجزأ من مسيرة حياتها، رغم مختلف المشاكل والتهديدات التي تعرّضت لها طوال مسارها في إزالة اللّثام عن جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر. وأشارت إلى أن محاولاتها للتطرق إلى هذا الموضوع في دراستها وأبحاثها الجامعية قوبلت بتحذيرات من السلطات الرسمية، تعكس حساسية الدولة الفرنسية تجاه هذا الملف الذي يحتوي على حقائق صادمة.