عاش أعضاء الحكومة الفرنسية، مساء أمس، أثناء جلسة الأسئلة الشفوية للحكومة بالجمعية الوطنية (الغرفة السفلى للبرلمان) لحظات حرجة بسبب الجزائر، حين أعطيت الكلمة للنائب باستيان لاشو، عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري.
السؤال الذي طرحه النائب البرلماني، سبقته مقدمة نارية قال فيها "سيدي الوزير الأول هل تعلمون أن حرب الجزائر انتهت منذ 63 سنة وفرنسا الكولونيالية خسرتها لأنها كانت حرب إجرامية، لماذا تريدون إعادة إحيائها؟"
وأضاف "طبعا لما يدلي مؤثرون جزائريون بتصريحات خطيرة يجب إطلاق الإجراءات القانونية المواتية في فرنسا، لكنكم انتهزتم ذلك في مزايدة غير مقبولة وغير مسؤولة، فلاحظنا تصعيدا وتهديدات ضد الجزائر عبر مثلا ملف الصحراء الغربية في تناقص صريح مع القانون الدولي (فرنسا اعترفت بالسيادة المغربية الوهمية على الأراضي الصحراوية) وقمتم بتشويه صورة الملايين من الجزائريين ومزدوجي الجنسية".
وأضاف النائب "في تصريحات الوزراء استمعنا لمصطلحات متغطرسة وحربية ليس لها مكان في العلاقات الدولية، ذهبتم إلى حد القول أن اتفاقية الهجرة لسنة 1968 بين الجزائر وفرنسا تمنح امتيازات للجزائريين وهذا غير صحيح، تحدثتم أيضا أن الجزائر تستغل ريع الذكرى وكأن العيش تحت استعمار مدمر طيلة 132 سنة يعتبر هدية أو كما قال وزير الداخلية "الوقت الجميل للاستعمار" وهذا أمر مقزز".
وواصل نائب حزب جون لوك ميلونشون "في الحقيقة أنتم من جعلتهم من الجزائروفوبيا ريعا سياسيا للنفخ على جمرات أحقاد الماضي بهدف إثارة الرأي العام وتغطية فشلكم في تسيير البلاد".
ليختم خطابه "متى ستضعون حدا لهذا التصعيد الذي يدفع ثمنه الشعبين الفرنسي والجزائري؟ متى ستنخرطون في علاقات هادئة مع الجزائر؟".
كلام النائب القوي جرى تحت أنظار ساخطة لكل أعضاء الحكومة الفرنسية، وفي مقدمتهم وزير الداخلية برونو روتايو، هذا الأخير تفنن في إطلاق تصريحات وتهديدات استفزازية خلال الأيام الأخيرة، خاصة بعد انفجار قضية المؤثرين ومهزلة طرد المؤثر "دوالمان" التي كان بطلها.