ما مدى خطورة الفيروسات المنتشرة حاليا؟

+ -

شدد المختص والباحث في علم الفيروسات، الدكتور محمد ملهاڤ، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية لمواجهة خطر الفيروسات المتعددة المنتشرة حاليا. ووجه ملهاڤ تطمينات في هذا الإطار، أكد من خلالها أن متحور الفيروس الرئوي البشري، الذي انتشر في الصين، ليس بالخطورة التي يروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما دعا إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال الإصابة بأنفلونزا أو نزلة برد وكذا التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، مع تجنب الأماكن العمومية والمكتظة والعودة إلى ارتداء الكمامة.

أشار الدكتور محمد ملهاڤ، في تصريح لـ"الخبر"، إلى أن تأكيد وزارة الصحة حول عدم تسجيل أي حالة من فيروس "ميتانيمو فيروس" أو "الفيروس الرئوي البشري" لحد الآن لا يعني أن الجزائر في منأى عن هذا المتحور الذي عرف انتشارا في الصين خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف: "إن خطر انتقال الفيروس يبقى قائما، مثلما حصل مع جائحة كوفيد 19، وتبقى الوسيلة الوحيدة لمواجهة انتشاره هي الوقاية"، مشيرا إلى ضرورة العودة إلى الإجراءات الوقائية البسيطة، كنظافة اليدين وارتداء الكمامة، وتجنب الأماكن التي تتميز بالاكتظاظ إلا في حالة الضرورة.

وحسب الدكتور ملهاڤ، فإن فترة الشتاء تتميز بانتشار مختلف أنواع الفيروسات بأعراض يمكن أن تزول دون أن تعرض حياة المصاب بها إلى الخطر، ولعل أول فيروس ينتشر في الجزائر إلى غاية نهاية فصل الشتاء هو الأنفلونزا الموسمية، إضافة إلى فيروس آخر هو "نزلة البرد" أو ما يعرف بـ"غينو فيروس"، حيث يتفشى بكثرة في هذه الفترة، غير أن أعراضه مختلفة عن أعراض الأنفلونزا الموسمية.

وأشار المتحدث إلى فيروسات أخرى تنتشر عند الأطفال، على غرار الفيروس التنفسي المخلوي، إضافة إلى الفيروسات "العجلية" التي تصيب الأنبوب الهضمي لدى الأطفال.

وفي تقييمه للوضعية الوبائية الحالية في الجزائر، أكد الدكتور ملهاڤ أنه على غرار الدول المجاورة فإن ما يميز فترة فصل الشتاء هو انتشار عدة فيروسات شتوية، وحرص في هذا الإطار على التأكيد أنه إلى غاية اليوم مازالت المستشفيات تسجل إصابات بكورونا، مثلما هو الأمر عبر العالم، حيث إن منظمة الصحة العالمية لم تعلن بعد القضاء عليه.

وفي معرض حديثه، قال المتحدث إن العالم سجل هذه الأيام انتشار المتحور  "اكس اي سي" الذي ظهر لأول مرة في ألمانيا شهر جوان 2024، ثم انتقل إلى أمريكا وكندا وهو اليوم منتشر في العديد من الدول، ويتميز، حسبه، بسرعة الانتشار ويشكل نفس خطورة أوميكرون باعتباره متحورا فرعيا منه.

غير أن مصالح وزارة الصحة لم تعلن لحد الآن عن إصابات محلية، ويبقى تسجيل هذا المتحور قائما، على غرار ما هو حاصل في مختلف الدول، مثلما أثبتته جائحة كورونا، حينما ظهرت في الصين، قبل أن تنتشر فيما بعد إلى جميع دول العالم. وفي هذا الإطار بالذات، شدد الدكتور ملهاڤ على ضرورة كسر سلسلة العدوى، من خلال الالتزام بالإجراءات الوقائية وضرورة العودة إلى الكمامة وأيضا عدم التردد في أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية، الموجود على مستوى المراكز الصحية مجانا، كما أنه متوفر في الصيدليات وقابل للتعويض من طرف مصالح الضمان الاجتماعي.

أما بالنسبة للمتحورات التي ظهرت في الفترة الأخيرة، أشار محدثنا إلى فيروس "ميتانيمو فيروس" أو الفيروس الرئوي البشري الذي ظهر في الصين، فمنظمة الصحة العالمية، يقول الدكتور ملهاڤ، لم تصدر أي بيان يؤكد انتقال الفيروس إلى دول أخرى، كما أن السلطات الصينية لم تعلن انتشار هذا الفيروس على شكل وباء، بل اكتفت بالتأكيد أن الأمر يتعلق بفيروسات تزدهر في فصل الشتاء. وطمأن محدثنا بالتأكيد على أن أعراض الفيروس ليست خطيرة وتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة واحتقان الأنف وصعوبة التنفس، حيث يصيب الأطفال والمسنين وقل ما يتسبب في تعقيدات تؤدي إلى التهاب القصيبات الهوائية أو القصبات الهوائية.