38serv
حاول نتنياهو التملص من إتمام صفقة وقف إطلاق النار، كما دأب عليه طيلة أكثر من سنة لتمديد دمار غزة، غير أن المكالمة التي تلقاها، يوم الجمعة الماضي، من رجل يدعى ستيفن ويتكوف، غيّرت كل شيء.
على غير العادة قبلت الإدارة الأمريكية المنتهية عهدتها تدخل الرئيس المنتخب في شؤون قضية جارية، كما هو الشأن في حرب الإبادة على غزة.
فأرسل دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، مستثمر عقاري من أصول يهودية، ليرمي بكل ثقله في مفاوضات الفرصة الأخيرة، بعد أن مهد الطريق بالتأكيد مرارا منذ انتخابه أنه يريد أن تنتهي الحرب قبل استلامه السلطة يوم 20 جانفي المقبل.
فقد طار ويتكوف، بحر الأسبوع الماضي، إلى الدوحة، وهو الذي لا يفقه شيئا في الدبلوماسية ولا يجيد لغتها المعقدة ولا يعترف ببروتوكولاتها، فالتقى بالوسطاء وتم تذليل آخر العقبات، ولم يبق سوى إقناع مجرم تل أبيب بقبول الصفقة.
فحمل ويتكوف هاتفه، يوم الجمعة الماضي، وفق ما كشفت عنه يومية "هآرتس" العبرية، أمس الثلاثاء، واتصل بنتنياهو لترتيب لقاء في اليوم الموالي، حاول هذا الأخير التهرب من اللقاء بالتحجج بأمور عديدة، غير أن رد مبعوث ترامب وصديقه منذ عقود كان صادما لمن تلاعب بإدارة بايدن، منذ السابع أكتوبر 2023، فقال له ويتكوف بنبرة حادة، حسب ما نقلته "هآرتس" دائما، "سأكون في مكتبك على الساعة العاشرة صباحا".
وتم اللقاء فعلا يوم السبت، وأجبر المستثمر العقاري نتنياهو بقبول الصفقة التي رفضها شهر ماي الفارط، وعاد مجددا بعدها إلى الدوحة لإتمام آخر تفاصيل الاتفاق. ويرى محللون أنه لم يكن باستطاعة نتنياهو الدخول في مواجهة مع ترامب، القادر على أن يتخذ قرارات ضده لم يكن بوسع سلفه بايدن حتى التفكير فيها. ووقع نتنياهو في شر أعماله، فمجرد قبوله صفقة كان يرفضها منذ أشهر سيجعله في قفص الاتهام أمام أسر الأسرى والجنود الذين قتلوا منذ شهر ماي فقط.
والمفارقة أنه حاول، على امتداد عدوانه على غزة، ربح الوقت ليعتلي ترامب سدة الحكم، ظنا منه أنه سيمنحه صكا على بياض لمضاعفة همجيته في غزة، غير أن النزيل الجديد للبيت الأبيض ربما دق آخر مسمار في نعش نتنياهو، فنهاية الحرب هي أيضا نهايته.