دعت وزيرة البيئة وجودة الحياة، نجيبة جيلالي، اليوم الثلاثاء بالبليدة، المستثمرين للتوجه إلى الاستثمار في الاقتصاد الأخضر أو ما يعرف أيضا بـ"الاقتصاد الدائري"، ومرافقة المستثمرين في هذا الشأن، والاهتمام بـ "رسكلة النفايات"، والتي هي بصدد الدراسة والنظر لتقنينها بشكل بالغ الأهمية، ثم هي ترى فيها أنها مصدر هام لـ "خلق الثروة"، ومنتوج هام كذلك في الحفاظ على الثروة، معربة في السياق عن ارتياحها للمجهودات المبذولة من صناعيين ووصاية، في تنقية مجرى وادي الحراش، بتفعيل أدوات وأجهزة أنظمة التنقية المغلقة.
زيارة الوزيرة إلى مشاريع ومحطات قطاعية، كان فيها الاهتمام حول، درجة "الوعي والمسؤولية"، التي أصبحت تنتهجها وتطبقها "المؤسسات الصناعية" الواقعة على تخوم وضفاف مجرى وادي الحراش، في منبعه بإقليم دائرة بوقرة إلى الشرق، خاصة تلك التي تفرز مواد كيميائية ملوثة سائلة بالخصوص، والتي اعترفت فيها الوزيرة، أن هذه المؤسسات، أصبحت تهتم وتفعل أنظمتها المغلقة، في حرص على عدم تلويث وجريان نفاياتها الملوثة إلى مجرى وادي الحراش، الذي تحرص الدولة الجزائرية على تنقيته واستعادة نقاوته التي كان عليها منذ عقود، لدرجة أنه كانت تمارس على ضفافه هواية صيد الأسماك، مسترسلة أنها جد فخورة ومنبهرة بمدى احترام هذه المؤسسات الصناعية، والمعروف عنها إنتاجها لمواد التنظيف ومواد كيماوية ملوثة للطبيعة بدرجة كبيرة.
واطلعت الوزيرة على هامش تفقدها لمشاريع قطاعية، إلى عرض تقني حول تطهير مجرى وادي الحراش، والتي كان لمدير البيئة الفرصة في توضيح بعض التفاصيل، خاصة حول عدد المؤسسات الصناعية، التي تصب مياهها المستعملة في مجرى وادي الحراش، وأنهم أنجزوا على مدار العام 2024 نحو 200 عملية تفتيش، تم على إثرها غلق 08 مؤسسات، لم تحترم تعليمات منع تصريف نفاياتها داخل مجرى الوادي، وتوجيه 22 إعذارا لمؤسسات أخرى.
يشار في السياق أن زيارات وزارية رسمية سابقة، تمت للاطلاع والتشديد على أهمية مشروع تطهير وتهيئة وادي الحراش، لإزالة وتخليصه من التلوث، وأن الحكومة تدرك مدى أهمية مثل هذه المشاريع القطاعية، والتي خصصت لها غلافا ماليا هاما لا يقل عن 36 مليار سنتيم، لأجل إبعاد كابوس التلوث والأوساخ من رحم الوادي التاريخي، لغاية القضاء على أهم النقاط السوداء، الموزعة على ضفافه بإقليم البليدة، والتي تسبق تجسيد هذا الهدف، بحكم أن منبع وادي الحراش موجود بحضن سلسلة الأطلس البليدي، في عمق منطقة حمام ملوان.