جيرالد دارمانان يبتز الجزائر بالتأشيرات

38serv

+ -

تتواصل التصريحات العدائية لوزراء حكومة إيمانويل ماكرون تجاه الجزائر، لتصب في نفس الوجهة الرامية إلى التقرب والاصطفاف مع اليمين المتطرف وإرضاء حقده الدفين، بالمقابل ارتفعت أصوات معتدلة، رغم الحصار الإعلامي المفروض عليها، تحذر من تبعات هذه السياسات العمياء لنخب السلطة وقوى اليمين على مستقبل العلاقات بين البلدين.

وسجل في هذا المسار التحاق وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانان، بالحملة لدعم أصدقائه في الحكومة، ملوحا بإلغاء من جانب واحد بروتوكول 2013 الذي يسمح لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية بالسفر إلى فرنسا دون تأشيرة، مستعملا هذا التصريح في سياق "الكروت" التي تعوّل باريس من خلالها على تجسيد نوايا التصعيد في العلاقات مع الجزائر.

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن هذه الاتفاقية السارية منذ عقد من الزمن تسمح لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية بالتنقل بحرية على الأراضي الفرنسية دون الحاجة إلى تأشيرة، وحسب زعم جيرالد دارمانان فإن "الآلاف منهم" يستفيدون من هذا الترتيب الخاص.

وفي سعي منه للتفريق بين الجزائريين و"التحريض" بطريقة غير مباشرة، قال جيرالد دارمانان إن هذا الإجراء يستهدف بالمقام الأول النخب الجزائرية، أي النخب السياسية والإدارية في البلاد، ليقول من ناحية أخرى إنه "لن يؤثر على الجزائريين أو الفرنسيين الذين يحتفظون بعلاقات اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية مع فرنسا".

وفي خضم هذا الهجمة غير المسبوقة، ارتفعت أصوات الفرنسيين المعتدلين على غرار التصريحات الأخيرة للمرشحة السابقة للرئاسيات سيغولين روايال التي دعت إلى التهدئة، مذكرة بماضي بلادها العنيف في الجزائر، وشددت على "ضرورة بناء علاقات مستقرة وأن للجزائر دينا على فرنسا بالنظر إلى ما قاساه الجزائريون خلال فترة الاستعمار".

بدورها خاطبت البرلمانية عن حزب فرنسا الأبية، إرسيليا سوديه، الوزير الأول السابق غابريال عطال بعد تصريحاته الداعية لسياسة أكثر تشددا أو ما أسماه علاقات قوة مع الجزائر، وقالت: "لم تكن لكم نفس اللهجة عندما لم تحترمنا إسرائيل، خاصة عندما هاجمت دركنا وصحفيينا". وأضافت: "ألا تعبر لهجتك مع الجزائر عن عمق توجهك المعادي للإسلام (إسلاموفوبيا) ودفاعك عن الاستعمار؟"، وهي وجهات نظر أخرى تسعى فرنسا الرسمية لكتمها في مغالطة تحاول من خلالها إبراز موقف واحد.

وفي هذا الإطار، قال الوزير والدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي إن اللهجة الحربية والمتغطرسة في كثير من الأحيان لوزيري الخارجية والداخلية الفرنسيين تجاه الجزائر أقرب إلى "رقصات التافهين" منها إلى أزمة دبلوماسية حقيقية، في غياب أي سبب جدي يبرر استحضار كل من يكره الجزائر في فرنسا.

وأضاف رحابي: "لقد سعوا ونجحوا في جعل الجزائر قضية ذات أولوية في أجندتهم السياسية دون أن يدركوا أن ذلك سوف يؤدي حتما إلى أزمات متكررة وصدام السيادات بين البلدين".

 

كلمات دلالية: