جعبوب للفرنسيين: "الجزائريون لن يجاروكم..وأنتم آخر جنس يمكنهم الاستماع إليه"

38serv

+ -

قال السياسي الجزائري ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الأسبق، الهاشمي جعبوب، إن "التهديدات الفرنسية الرسمية وغير الرسمية الموجهة ضد الجزائر على خلفية إيقاف بوعلام صنصال، للضغط على الجزائر وإرغامها على تنفيذ أوامرها، ما هي إلا الجزء المرئي من جبل الثلج المخفي الذي يمثل المؤامرة المحكمة المحاكة من طرف قوى الشر ضد الجزائر".

وفي مقال مطول تحت عنوان "الرد المهذب على الهجوم غير المؤدب"، نشر عبر حسابه على الـ"فيسبوك"، اليوم السبت، استخلص جعبوب، "تزاحم وتناغم ردود فعل وأصوات الطبقة السياسية اليمينية المتطرفة الفرنسية، وتسارعت في دعوتها للضغط على الجزائر لإطلاق سراح مدللهم (بوعلام) ثم أعقبتها أصوات الرسميين الفرنسيين في نفس الاتجاه، وتقديم هذه الهجمات العدائية ضد الجزائر، إلى دعوة رئيس الطابور الخامس الفرنسي بالجزائر السفير السابق بالجزائر Xavier driencourt إلى إلغاء اتفاقية 1968 المبرمة بين الجزائر وفرنسا والمتعلقة بدخول الجزائريين وإقامتهم بالتراب الفرنسي".

وذكر السياسي جعبوب، أن "هذه الاتفاقية جاءت كتقليص لمحتوى اتفاقيات إيفيان التي نصت على حرية تنقل وإقامة الجزائريين بفرنسا والفرنسيين بالجزائر"، مضيفا أنه "لقد حرص الوفد الفرنسي المفاوض آنذاك على إدراج هذه التسهيلات لصالح المعمرين من الأقدام السوداء لظنه أنهم سيفضلون البقاء بالجزائر، ولكن وبعد مغادرتهم الجماعية لوطننا أصبحت تلك التسهيلات في صالح الطرف الجزائري لوحده، لذلك سعت فرنسا لتقليص ذلك الحق ووضعت له شروطا إضافية لتضييق الاستفادة منه وهذا ما تضمنته بنود اتفاقية 1968".

وقال إن "هذه الاتفاقية التي وصفها الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون بالشرنقة الفارغة، لأن الزمن تجاوزها ولعدم تطبيق الطرف الفرنسي لأغلبية ما تضمنته من التزامات، أضف إلى ذلك، فإن إلغاء هذه الاتفاقية سيخضع العلاقات الجزائرية في مجال الهجرة والعمالة إلى اتفاقيات إيفيان سارية المفعول إلى الآن، وهي أكثر نفعا للطرف الجزائري - في هذا المجال على الأقل - لأنها تمنح حرية تنقل الأشخاص بين البلدين دون قيد أو شرط، أي دون تأشيرة... وبالتالي فإن لفرنسا حرية الاختيار بين الإبقاء على هذه الاتفاقية أو إلغائها والعودة إلى اتفاقيات إيفيان".

وعن مطالبة نفس السفير "بإلغاء اتفاقية 2008 التي تعفي الجزائريين والفرنسيين الحاملين لجواز السفر الدبلوماسي من التأشيرة، وذلك وحسب قوله لتشديد الخناق على المسؤولين السياسيين والعسكريين الجزائريين المستفيدين من هذه المعاملة التفضيلية وإخضاعهم لطلب التأشيرة، وبالتالي تحكم فرنسا فيهم عن طريق المنح أو المنع"، رد جعبوب قائلا: "يا ريت لو يسمعك رئيسك ماكرون ويلغي هذه الاتفاقية لقطع الحبل السري مع بلدكم، وتأكد أن الجزائر لن تتضرر أبدا ولن تبالي إذا ما تضرر بعض الأشخاص المتخذين باريس من دون الله عضدا ومن دون مكة قبلة"، مضيفا أن هذا السفير الحاقد "يبدو أنه غاب عن ذهنه أن زيارة باريس لا هي من أركان الإسلام ولا من مقومات وطنيتنا، وأن رفض منح التأشيرة الفرنسية لن يغلق لا أبوب الجنة ولا أبوب العالم في وجوه الجزائريين، وأن باريس ليست الوجهة الوحيدة لا للسياحة ولا للتعليم ولا للتداوي".

كما يقترح الشخص ذاته، إلغاء الاتفاق الطبي مع الصندوق الوطني للأجراء la cnas، قال جعبوب في هذا الشأن: "هذا الاتفاق هو الآن في حكم الملغى وأن المرضى الجزائريين الذين كانت تستفيد منهم مستشفيات فرنسا قد تم تحويلهم منذ 2023 نحو مستشفيات إسطنبول".

وعن اقتراح نفس السفير "فكرة مصادرة ممتلكات الجزائريين بفرنسا"، نبه جعبوب إلى "وجوب التفريق بين ممتلكات المغتربين التي امتلكوها بعرق الجبين طيلة سنوات من الغربة والكد والجد والتعب والتي تمنع المواثيق الدولية المساس بها، وبين ممتلكات اللصوص من التجار والمقاولين والمسؤولين الفاسدين الذين هرّبوا وحوّلوا الأموال المنهوبة إلى فرنسا وقاموا بتبييضها عن طريق شراء العقارات وإنشاء الشركات الوهمية"، مضيفا "إذا كان المقصود هو ممتلكات هذا الصنف الأخير من اللصوص والخونة، فإن الأولى باسترجاع هذه الأموال المنهوبة هي الجزائر وليست فرنسا".

وعن تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى الربع، "نعم بهذا الاستخفاف وبهذه السطحية ينظر إلينا، وبهذه السهولة وبهذا البساطة يرى الجزائر هينة إلى درجة أن خفض التأشيرات الفرنسية من شأنه زلزلة أراضيها وإشعال نار الغضب والفتنة بها، يضيف المتحدث.

واستغرب جعبوب أمر فرنسا، فبرغم استعمارها للجزائر طيلة 130 سنة "لم تعرف نفسية وعزة وأنفة الجزائريين، وبذلك تظن أن الشعب الجزائري سيثور إذا لم يحصل على التأشيرة الفرنسية، وكأنها هي الأكسجين الذي يضمن له الحياة".

وفي هذا الخصوص قال الوزير الأسبق: "أيها الفرنسيون، لقد جربتم كل طرق الفتنة والتفرقة بين الجزائريين وأنتم مقيمون بينهم طيلة 132 سنة، ولم تفلحوا، فكيف تفلحون اليوم وقد دحروكم وأخرجوكم صاغرين من وطنهم ولم تتعلموا من تجاربكم لأنكم وببساطة، وكما قال عنكم البطل الفيتنامي وقاهركم الجنرال جيابgiap ، إن بلدكم تلميذ غبي لا يحفظ الدروس!... ولكم في تعاملكم مع الجزائر عبرة لو كنتم تعتبرون.

وللفرنسيين الرسميين وغير الرسميين قال جعبوب: "اعلموا أن الجزائريين ومهما كان مستوى غضبهم على مسؤوليهم - وهذا ليس شأنكم - فلن يجاروكم في مؤامراتكم ودسائسكم، وأن آخر جنس يمكنهم الاستماع إليه هم أنتم".

كلمات دلالية: