هذا ما كشفه القيادي في "حماس" أسامة حمدان

+ -

عبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، عن أمله في أن تنجح الجزائر، خلال رئاستها الدورية لمجلس الأمن، في تحقيق ما سعت إليه وهو وقف العدوان على قطاع غزة وإنهاء هذه الجريمة في حق الشعب الفلسطيني. وأكد حمدان أن المفاوضات جارية في الدوحة ولن يتم الكشف عن التفاصيل إلى حين التوصل إلى اتفاق، وجدد شروطهم المتعلقة بضرورة وقف إطلاق النار قائلا: "موقفنا هو ضرورة وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة دون شروط".

قال القيادي البارز في حركة "حماس"، أسامة حمدان، في ندوة صحفية حول آخر المستجدات التي تعرفها القضية الفلسطينية، احتضنها مقر حركة "النهضة" بالعاصمة يوم أمس، إن الجزائر لعبت دورا مهما في مجلس الأمن لصالح الشعب الفلسطيني وبأنهم يتطلعون لأن يتدارك مجلس الأمن تأخره لوقف العدوان على غزة، مبرزا "خلال الحرب القائمة على مدى 15 شهرا كانت مواقف الجزائر التي عبر عنها الرئيس عبد المجيد تبون وكذلك كل الإخوة الجزائريين من مختلف مواقعهم، كانت دائما مواقف داعمة"، مشيرا إلى "الدور الذي لعبته الجزائر على مستوى مجلس الأمن الدولي إلى جانب عدد من دول المجلس لصالح الشعب الفلسطيني"، معتبرا أن ترؤس الجزائر لمجلس الأمن يمكن "أن يكون فرصة لمجلس الأمن الدولي للنظر في تأخره الذي أرادته الإدارة الأمريكية لوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني".

وفي نفس السياق أكد أسامة حمدان أن الجزائر لعبت "دورا مهما في وضع بعض القرارات وفي تعديل قرارات أخرى وفي منع، مع دول أخرى، قرارات تدين المقاومة الفلسطينية وهذا ليس غريبا على الجزائر وهذا ما نتوقعه من الجزائر"، مبرزا "كفلسطينيين نأمل في الرئاسة الدورية هذا الشهر أن تنجح الجزائر ليس فقط في استمرار وضع القضية الفلسطينية على رأس الأولويات وإنما أيضا في تحقيق ما سعت الجزائر إليه، وهو وقف العدوان على قطاع غزة وإنهاء هذه الجريمة في حق الشعب الفلسطيني".

 

 تواصل المفاوضات

 

وبخصوص الملف الذي يتصدر المشهد الفلسطيني والمتعلق بالمفاوضات لوقف إطلاق النار أكد القيادي في حركة "حماس" أن موقف حركته في المفاوضات "مبني على وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة دون شروط"، مشددا "نتمسك بهذه الأهداف رغم مناورات العدو والتعطيل الذي يمارسه" الاحتلال الصهيوني، مبرزا أن تجربة التفاوض مع (إسرائيل) أثبتت أن الحل الوحيد لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني هو الاشتباك مع العدو الإسرائيلي وإجباره على التراجع.

وأشار حمدان إلى أن المفاوضات جارية في الدوحة بمشاركة كل الوفود، إلا أنه أكد أنهم لا يعلقون "على هذا الموضوع وعندما نصل إلى نتيجة سنتحدث عن ذلك بكل صراحة أيا كانت هذه النتيجة".

وفي رده على سؤال "الخبر" حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن الاتفاق سيتم التوصل إليه خلال أسبوعين، أوضح حمدان أن الولايات المتحدة ليست فقط "داعمة بل شريكة في جريمة الإبادة وكثيرا ما أعطت تصريحات تضليلية هدفها إعطاء الاحتلال مزيدا من الوقت لارتكاب مزيد من الجرائم في حق الشعب الفلسطيني"، مبرزا أنه لا يثق بتصريحاته (بلينكن) "وأعتقد أن هذا التصريح موجه للبيئة الداخلية الأمريكية، في محاولة لإنقاذ بعض من ماء وجه الديمقراطيين في الولايات المتحدة، الذين شركوا في هذه الجريمة، وأعتقد أن هذه الشراكة ستلاحق قانونيا، لأن هذا الشعب الذي قتل أمام الكاميرات والإعلام لن يضيع حقه بالملاحقة القانونية لكل الشركاء في هذه الجريمة".

وأكد المتحدث أن رئيس حكومة الاحتلال "لا يسعى للتوصل إلى اتفاق بل يهدف إلى كسب الوقت"، في المقابل يقول "هناك خسائر على صعيد الأسرى لدى المقاومة وأيضا خسائر في صورة جيش الاحتلال العاجز في بضعة كيلومترات عن السيطرة على مدى 80 يوما في شمال قطاع غزة"، مضيفا أن هذه "المقاومة مازالت تواجه هذا الجيش المدعوم بكل وسائل التكنولوجيا والقتالية الحديثة"، لذلك "تحاول حكومة العدو تصدير تصريحات تعالج الأزمة الداخلية"، مشددا على أنهم في حركة حماس لن يعتبروا الأمر جادا قبل أن يروا الاتفاقات جاهزة وموقعة. وفيما يتعلق بقضية الأسرى الفلسطينيين، قال حمدان: "نتعامل مع قضية الأسرى في سجون الاحتلال كمسألة واحدة دون حديث عن فصيل أو آخر".

 

الضفة الغربية والترتيبات الداخلية

 

توقف أسامة حمدان في معرض إجاباته عند الوضع في الضفة الغربية وخاصة مما يجري بمخيم جنين، إذ وجه التحية للمقاومين في الضفة الغربية، خاصة في جنين، حيث تصدت المقاومة لاعتداءات الاحتلال الذي حاول اجتياح المخيم، قائلا: "المقاومة في جنين نفذت عمليات ضد الاحتلال الذي لم ينجح في تحقيق أهدافه". وأكد حمدان أن المقاومة هي الحالة النبيلة لشعب تحت الاحتلال وأن برنامجهم الوطني هو التحرير، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالمقاومة.

وفي السياق عبر حمدان عن أسفه بخصوص "المشهد الذي نراه اليوم، مؤسف فعلا.. نحن نوجه نداءنا للسلطة أولا أن توقف هذه العملية.. كما نوجه نداءنا لأبناء الأجهزة الأمنية في السلطة أن يوجهوا بنادقهم صوب الاحتلال، لأنه لو توجه سبعون ألف بندقية التي حملها أبناء السلطة باتجاه الاحتلال أقول لكم إنه لن يبقى الاحتلال موجودا فورا". وأشار المتحدث إلى مجهودات على المستوى المجتمعي وعلى صعيد الشخصيات من أجل وقف هذا التصعيد.

وأكد حمدان أن وحدة الموقف الفلسطيني ليست رفاهية بل هي واجب وضرورة في الوقت الراهن. وقال: "نحن بحاجة إلى تطبيق ما تم التوصل إليه في جميع الاتفاقات السابقة بشأن المصالحة الوطنية"، ودعا إلى تشكيل حكومة وفاق وطني تدير المرحلة حتى يختار الشعب الفلسطيني قيادته، وإذا كان ذلك مستحيلا فإن البديل هو تشكيل لجنة وطنية تدير قطاع غزة من نخب الشعب الفلسطيني الذين يتمتعون بالنزاهة والوطنية.

وفيما يخص مستقبل رئاسة حركة "حماس" بعد استشهاد يحيى السنوار، أعلن حمدان عن ترتيبات داخلية قد تفضي قريبا إلى إعلان قيادة جديدة للحركة. وأضاف أن هناك إجراءات داخلية تجري حاليا، وسيتم الإعلان عن القيادة في الوقت المناسب.

 

 سوريا والمقاومة

 

وفي إجابته عن سؤال "الخبر" بخصوص متابعتهم في حركة "حماس" التطورات في سوريا قال أسامة حمدان: "نرجو الخير لسوريا ولشعبها ونرجو أن تبقى سوريا دائما في موقع المقاومة ضد الاحتلال والصمود في وجه الاحتلال، ليس فقط لأننا فلسطينيون ونقاوم بل لأن هناك أيضا أرضا سورية محتلة في الجولان والاحتلال أيضا في الأيام السابقة الماضية مع الأسف وسع عدوانه واحتل جبل الشيخ ومساحات واسعة من الأرض السورية"، مضيفا "كان من أهم القيم التي أتى بها طوفان الأقصى أن الشعوب لا يمكن أن تتحرر إلا بالجهاد والمقاومة".

 

كلمات دلالية: