شهدت الاستعجالات وقاعات الإنعاش، خلال الآونة الأخيرة بمختلف ربوع الوطن، إقبال حالات تعاني من أعراض مشابهة لفيروس كورونا، حيث تستمر فترة الشفاء لأيام طويلة، فهل ترتبط هذه الأعراض بالمتحور "إكس أي سي"؟
حذر مختصون في الصحة من متحور جديد لفيروس كورونا يعرف بـ "إكس إي سي" كوفيد، تم اكتشافه لأول مرة في ألمانيا خلال الصيف الفارط، مؤكدين أنه ينتشر بسرعة.
وفي هذا الموضوع، قال الطبيب المختص في الصحة العمومية، الدكتور محمد كواش، في حديثه مع "الخبر" أن من طبيعة جميع الفيروسات أنها تتحور وتصارع من أجل البقاء، في ظل انتشار أنواع كثيرة من اللقاحات في العالم والأدوية، أي أن هذه الفيروسات تحاول مقاومة المضادات الحيوية واللقاحات من أجل البقاء.
وأضاف أنه هذا ما جعل فيروس كورونا يتحول إلى جائحة مستوطنة، لأنها تظهر من حين إلى آخر على شكل متحورات مثلها مثل فيروس الزكام الذي لم ينقرض من الأرض، إلا أنه تحول إلى جائحة مستوطنة يظهر من حين إلى آخر وبشدة مختلفة، لأن المتحور قد يكون في بعض الأحيان خطيرا جدا وهذا نلمسه مع الزكام أو الأنفلونزا الموسمية التي تزداد شدتها خلال كل سنتين إلى 3 سنوات.
سرعة انتشار المتحور..
وتابع الطبيب قائلا: "وبالتالي فإن ما نعيشه الآن هو أمر منطقي، أي أن المتحورات واستمرار جائحة كورونا من خلال تحولها إلى جائحة مستوطنة وظهورها من حين لآخر على شكل متحورات جديدة، حيث ظهر المتحور"إكس أي سي" بألمانيا خلال شهر جوان الفارط وأصبح اليوم منتشرا في أكثر من 29 دولة عبر العالم".
وأكد أن "هذا المتحور يعتبر غير خطير على العموم، إلا أنه قد يكون خطيرا لدى الأطفال حديثي الولادة وممن يعانون من نقص المناعة ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وللأسف يوجد حالات كثيرة تتواجد في غرف الإنعاش في مختلف دول العالم، كما شهدت بريطانيا عددا مرتفعا من الوفيات جراء هذا الفيروس".
وأوضح المتحدث أنه يوجد انتشار واسع لأعراض خطيرة للزكام في الجزائر، خلال الآونة الأخيرة، حيث أصبح هذا الأخير أشد قوة والعدوى سريعة جدا كما باتت مدة الشفاء طويلة، وبالتالي هذا ما يعطي حتمية أن المتحور "إكس أي سي" قد يكون دخل الجزائر إلى غاية إثبات وجوده من طرف سلطات الصحية.
كما أشار إلى أن هذا المتحور يتميز بسرعة انتشاره بمعدل 13 مرة أسرع من حيث الانتشار والعدوى مقارنة بالمتحورات الأخرى، وكذلك بالنسبة لمرحلة الحضانة أي من انطلاق العدوى إلى ظهور الأعراض تستمر تقريبا إلى يومين، إلا أنها كانت تستمر في السابق ستة أيام. أما فيما يتعلق بمدة التعافي فإنها تستمر في أغلب الحالات من 10 إلى 15 يوما.
وبالنسبة للعلاج، طمأن المختص المواطنين بأن علاج "إكس أي سي" يعتبر بسيطا جدا، ويعتمد على مضادات الحمى والمضادات الحيوية وبعض الفيتامينات، بالإضافة إلى الالتزام بالراحة، بالإضافة إلى أخد اللقاحات الاختيارية لتجنب المضاعفات ما بعد الإصابة به، إلا أن الحذر واليقظة يبقى مطلوبا من خلال الاعتماد على سبل الوقاية المرتبطة بالتباعد بالتجمعات المختلفة خاصة وأننا في فصل الشتاء.
ويستغل الكثير فترة العطلة الشتوية للتجمعات العائلية والمناسبات المختلفة كنهاية السنة، فضلا عن استعمال الكمامة كإجراء وقائي لتجنب تلقي أو نقل العدوى بالنسبة للأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض، تباعد المكان، تجنب التجمعات ووسائل النقل والتجمعات العائلية المختلفة والأماكن العمومية من خلال استعمال الكمامة.
وأبرز الطبيب أن للمتحور "إكس أي سي'' آثار جانبية وخطيرة على المدى البعيد خاصة لدى إصابة الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة وكذا ضعيفي المناعة، محذرا هذه الفئة بضرورة أخد العلاج فورا عند ظهور الأعراض التي عادة ما تكون مشابهة للأنفلونزا، إلا أن الفرق بينهما يتمثل في البحة والإرهاق الشديد وكذا فقد حاسة الشم والذوق، لأن احتمال وجوده في الجزائر ليس أمرا مؤكدا.
وأضاف "إلا أنه وفق ما نتعامل معه من حالات سواء إكلينيكيا وسريريا من خلال الأعراض فمن الممكن بشكل كبير وصول هذا الفيروس إلى الجزائر".
تشابه أعراض "إكس أي سي'' والأوميكرون
من جهته، كشف المختص والباحث في علم الفيروسات الدكتور محمد ملهاق، في تصريح لـ "الخبر"، أن "المتحور إكس أي سي" منتشر حاليا في عدة دول بالعالم، حيث ظهر لأول مرة في ألمانيا خلال شهر جوان، ثم انتشر في الولايات المتحدة، كندا وكامل أوروبا، واليوم تقريبا جميع الدول الأوروبية لديها بيانات رسمية تشير إلى انتشار هذا المتحور.
إلا أن الجزائر لم تصدر أي بيان رسمي، سواء من معهد باستور أو من وزارة الصحة ينفي أو يؤكد وجود هذا المتحور، مشيرا أن انتشار هذا الفيروس في الجزائر أمر وارد لأننا في ميدان الصحة نتأثر سلبا أو إيجابا بما يجري في خارج الحدود.
وأكد المتحدث أن الأعراض الشائعة لهذا المتحور تشبه إلى حد كبير متحور أوميكرون، حيث أن هذا المتحور الفرعي يتميز بارتفاع درجة الحرارة، احتقان الأنف وسيلانه، التهاب الحلق، التعب والإرهاق والسعال، الغثيان والقيء، فقدان حاسة الشم والذوق لدى البعض. ويمكن أن تكون هذه الأعراض شائعة عند البعض واستثنائية عند البعض الأخر. وأضاف أن هذا المتحور يتميز بسرعة الانتشار، أما بالنسبة للخطورة فهي تعتبر مماثلة للمتحور وميكرون أي أن لكلاهما نفس درجة الخطورة.
وفيما يتعلق بالفرق بين نزلات البرد وهذا المتحور، أوضح الخبير أنه يوجد أعراض تماثل وتشابه كبير، حيث يصعب التفريق بينهما خاصة في ظل انتشار الأنفلونزا الموسمية خلال هذه الفترة.
وفي السياق ذاته، حذر المتحدث من التعرض للفيروسات ككل لأنه لا يوجد دراسات كافية تحدد ما مدى الآثار الجانبية على المدى البعيد.
كما أكد المختص في علم الفيروسات أن الوقاية هي الطريق السليم لتفادي التعرض لهذا النوع من الفيروسات، سيما وأن الدراسات الأولية تأكد بأن لقاحات كوفيد 19 تعتبر فعالة ضد هذا المتحور.
وتبقى نظافة اليدين، ارتداء الكمامة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وفي حالة الضرورة تفادي التعرض لهذه الفيروسات ومضاعفاتها.