38serv
تناولت سوزان مليوموفيكس الباحثة في الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، موضوع النصب التذكارية المفككة بعد استقلال الجزائر بناء على دراسة أنتروبولوجية في الجزائر وفرنسا، ونشط المحاضرة الدكتور سيدي لحبيب بن كولة.
استعرضت الباحثة كيفية استعادة الجزائر المستقلة للنصب التذكارية على غرار نصب تذكاري "بافوا الجزائر" من إنجاز النحات العالمي بول لاندوفسكي سنة 1928 في الجزائر العاصمة، بقرار السلطات تغطيته بعمل فني من الإسمنت وتغيير مظهره الخارجي من طرف الفنان محمد اسياخم وطلبته سنة 1978. عرف نصب خاص بالبحارة الفرنسيين في مدينة أرزيو يحمل صورة حورية الماء تغيير طفيف بإضافة ألوان زرقاء وتسميته "حورية البحر". كما حافظت الدولة الجزائرية على تمثال عين الفوراة، من إنجاز فرانسيس سان فيدال 1889 وترميمه عدة مرات بعد تعرضه لعمليات تخريب وتم حمايته كمعلم سياحي لمدينة سطيف بمرور خط التراموي بالقرب منه.
وتطرقت لمساهمة الفنان أحمد بن يحي للحفاظ على النصب التذكارية بمدينة قسنطينة وإقناعه رئيس البلدية رفض طلب جمعية للأقدام السود بمرسيليا تحويل تمثال "الفوز المجنح" المخلد لأرواح من سقطوا في الحربين العالميتين من بينهم جزائريين، نحو مرسيليا. روت قصة مبادرة بن يحي بنحت تمثال للشهيد زيغود يوسف ووضعه مكان نصب تذكاري بساحة "لابراش" تعرض للتخريب أثناء الصراع بين جنود الولاية الأولى القادمين من الحدود وأعضاء الولاية الثانية من الداخل في جويلية 1962، لكن التمثال تم تحويله نحو مقبرة الشهداء لغاية إعادة تنصيبه في مدينة زيغود يوسف بمبادرة من ابنة الشهيد والمجتمع المدني في 18 فيفري 2021. كما حاول بن يحي تجسيد مشروع تحويل سجن الكدية إلى متحف لتاريخ الاستعمار والجرائم ضد الإنسانية. كشفت عن عملية تحويل قانونية تتعلق بنصب الجنود الثلاثة التي تخلد أرواح للمشاركين في الحرب العالمية من فرنسيين ومغاربة وأفارقة بواجهة البحر بوهران وجرت اتفاق بين البلدين سنة 1968لتحويله نحو مدينة ليون بفرنسا والحفاظ على أرضيته مع إضافة رسوم بالسيراميك الفني تخلد شهداء ثورة التحرير وبيت شعري لمفدي زكريا.
وأثارت بعض حالات سرقة نصب تذكارية وتماثيل من طرف الأقدام السود على غرار تمثال العذراء لكنيسة سانتا كروز بوهران وتنصيبه بكنيسة مدينة "نيم" الفرنسية وتحويل تقليد الحج نحو هذه المدينة عوض كنيسة وهران. أشارت إلى حالات "سرقة" مماثلة وقعت للنصب التذكارية بباتنة ومعسكر وكذلك النصب التذكاري للفيف الأجنبي بمدينة سيدي بلعباس وترحيل حتى أثاث قاعة مقر اللفيف وإعادة وضعه في متحف فرنسي.