انخرط الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، في الحملة التي باشرها اليمين المتطرف التي تتهجم على الجزائر، على خلفية قضية بوعلام صنصال، بأسلوب بعيد عن الأعراف واللغة الدبلوماسية التي تقتضيها العلاقات بين الدول.
وزعم ماكرون، بمناسبة المؤتمر السنوي مع سفراء الجمهورية الفرنسية، بقصر الإليزيه في باريس، أن سجن الكاتب الفرنكو - جزائري، بوعلام صنصال، "لا يشرف الجزائر"، داعيا إلى إطلاق سراحه بـ"شكل عاجل"، متجاهلا أن مطلبه يمكن تصنيفه ضمن التدخل في شؤون الجزائر، باسم ما يعتبره حرية التعبير.
ويتواجد الكاتب بوعلام صنصال في الحبس المؤقت، منذ منتصف نوفمبر الماضي، على خلفية قضية تمس بالأمن القومي.
وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد تطرق إلى قضية الكاتب لأول مرة، الأسبوع الماضي، أثناء خطاب موجه للأمة عبر البرلمان، ووصفه بأنه "لص مجهول الهوية والأب"، و"يسعى لتشكيك الجزائريين في وحدة تراب وطنهم"، قبل أن يسترسل "تبعتلي لص مجهول الأب ومجهول الهوية يقول الجزائر كانت نصها تع دولة فلانية". وقبل ماكرون، حاول وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، حشر أنفه في الموضوع، متأثرا بالحملات التي يقودها اليمين المتطرف ضد الجزائر من أجل الكاتب، وأعرب عن "قلقه" بشأن القضية المطروحة أمام القضاء الجزائري.
وأضاف بارو أن فرنسا "متمسكة جدا بحرية التعبير وحرية الرأي، وتعتبر أن الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجازه باطلة".
غير أن رئيس الدبلوماسية الفرنسية، لم يتحرك بنفس الدرجة تجاه اغتيال الكيان الصهيوني لأزيد من 100 صحفي وتقني في قطاع غزة بفلسطين.
وتؤشر تصريحات ماكرون على أنه صار "رهينة" لدى اليمين المتطرف، بعد سيطرة هذا الأخير على المشهد السياسي، واكتسب قدرة إسقاط الحكومات التي يعينها رئيس الجمهورية، ما جعل هذا الأخير عاجزا عن الخوض في مسائل كهذه، انطلاقا من قناعاته ومن مقتضيات اتفاقية فيينا 1961، والأعراف الدبلوماسية وحتى القانون الدولي.
فتصريحات ماكرون تتناغم مع الحملة المغرضة لليمين المتطرف، منذ أسابيع، ضد الجزائر، والتي زادت وتيرتها، خلال الأيام الأخيرة، بتوقيف مؤثرين جزائريين بفرنسا، وحملة شعواء أيضا ضد مسجد باريس.