تجدد الحملات الفرنسية الحاقدة على الجزائر

38serv

+ -

لم يدم غياب اسم الجزائر على وسائل الإعلام الفرنسية طويلا، إذ عاد لشغل مساحة في نشرات الأخبار والنقاشات في صحف وقنوات تلفزيونية وإذاعية ومنصات إلكترونية بمناسبة الملاحقات التي طالت من يوصفون بـ مؤثرين جزائريين متهمين بالتحريض على قتل "ناشطين" و"معارضين" لاجئين على الأراضي الفرنسية.

وسلّطت قنوات "بي أف م" وإذاعة "أوروبا 1" وصحف ومواقع إخبارية، تقارير عن الملاحقات التي تعرّض لها مؤثران المحتمل أن ينضمّ إليهما شخص ثالث، حيث جرى إيداع اثنين في انتظار انتهاء التحقيقات.

وكان لافتا في هذه التقارير الربط بين السلطات الجزائرية ونشاط هؤلاء المؤثرين، إلى جانب انخراط وزير الداخلية الفرنسية برونو روتايو في العملية، من خلال مشاركته على منصة "إكس" منشورين للمبلّغ عن تعليقات لاثنين من المؤثّرين زازو يوسف وعماد ثانثان، مرفقين بتهديدات بأنه لن يتم تفويت هذه الممارسات.

وإلى جانب حرصه على عدم حجب جنسية الفاعلين، أي الجنسية الجزائرية وتأكيد متابعته الشخصية للقضية، كان لافتا سعيه توجيه رسائل بأن فرنسا ستحمي الهاربين من الجزائر.

وقال روتايو، بنفسه، أنه جرى توقيف المؤثر "عماد ثانثان"، بتهمة التحريض على الإرهاب، باستهداف معارضين للسلطة الجزائرية بعد اعتقال يوسف أزيريا، المعروف باسم "زازو يوسف" الجمعة، بمدينة بريست شمالي البلاد. وكانت المدعية العامة، كامي ميانسوني ببريست، أعلنت السبت في بيان، أن زازو البالغ 25 عاما تم احتجازه احتياطيا، الجمعة، في مدينة بريست الواقعة غرب البلاد.

وأضافت أن المتهم الذي حدده المسؤولون فقط باسم "يوسف. أ"، لكنه معروف على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"زازو يوسف" سيمثل أمام المحكمة في 24 فيفري بتهمة "الدعوة علناً إلى ارتكاب عمل إرهابي".

ويواجه يوسف في حال إدانته، عقوبة بالسجن تصل إلى سبع سنوات ودفع غرامة قدرها 100 ألف يورو، وفق بيان المدعية العامة.

وتم مساء الجمعة، إلقاء القبض على "ثانثان" الذي وضع قيد الاحتجاز لدى الشرطة في جنوب شرق فرنسا، بسبب فيديوهات مشابهة لفيديو "زازو يوسف".

وأوضحت السلطات القضائية، السبت، أنه تم تمديد احتجازه لدى الشرطة وأعيد تصنيف الواقعة على أنها "تحريض مباشر لعمل إرهابي عن طريق خدمة اتصال عمومية عبر الإنترنت".

ويؤشر هذا التركيز الإعلامي والسياسي على قضية المؤثرين وملف إبعاد الأشخاص الصادرة في حقهم أوامر بالإبعاد عن التراب الفرنسي، الاستمرار في استغلال فرنسا لاسم الجزائر لتوجيه الأنظار عن مشاكل البلاد الداخلية وتكريس الصورة النمطية عن الجالية، بالترويج لقضايا معزولة أو أفعال فردية، وترجمة أيضا التوجه الجديد للسلطات الفرنسية للضغط على الجزائر باستهداف ما تعتبره باريس شبكات دعم أو امتدادات للسلطات الجزائرية و المنتظر أن يتزايد في الفترة المقبلة.

 

إلغاء ندوة نكاز "لأسباب أمنية"

 

وفي هذا السياق، أعلن الناشط رشيد نكاز، عن إلغاء ندوة حول التمييز ضد الأفارقة بباريس. وقال إن القاعة التي كان مقرّر أن تحتضن الندوة، قررت إلغاء الندوة لـ "أسباب أمنية"، مكتفيا بالقول "إن التحقيقات جارية في القضية".

 

كلمات دلالية: