38serv
سلّط موقع "إنتليجنس جيوبوليتيكا" الإيطالي، الضوء على الضربات الموجعة التي تلقّتها فرنسا في القارة الأفريقية مؤخرا. مشيرا أن القوة الاستعمارية القديمة خسرت نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي، مقابل تنامي النفوذ الصيني والروسي، باستغلال استياء دول أفريقيا من الغرب دون أن يغفل الموقع محاولات تركيا التموقع في القارة.
وأشار الموقع أن طرد القوات الفرنسية من السنغال والتشاد، يمثّل ضربة جديدة لنفوذ باريس في أفريقيا القارة التي شكّلت لأكثر من قرنين محور السياسة الخارجية والحضور العسكري الفرنسي خارج الحدود.
وتوقّف التقرير الأخير للموقع عند القرار الذي وصفه بالـ "الجريئ" الذي اتخذته السنغال بإغلاق القواعد العسكرية الأجنبية في البلاد، وهو ما يعد، حسبه، خطوة باتجاه استعادة السيادة الوطنية ويبعث برسالة واضحة لفرنسا.
ويرى معد التقرير، أن طرد القوات الفرنسية من القارة الأفريقية ليس حالة معزولة، بل يندرج ضمن ظاهرة أوسع تشمل الغرب بأكمله، إذ تقلّص حضور القوات الأميركية والألمانية بشكل كبير في أفريقيا وخاصة في منطقة الساحل.
وحسب تحليل الكاتب، فإنه مقابل تراجع النفوذ الفرنسي على وجه التحديد، والغربي بشكل عام، يتعاظم نفوذ روسيا والصين في أفريقيا، من خلال تقديم مشاريع متكاملة تجمع بين المساعدات الاقتصادية والبنية التحتية والتعاون العسكري.
وأمام هذا التطور، تمكّنت روسيا على وجه التحديد من استغلال استياء دول أفريقيا من الغرب، وقدّمت نموذجا يشمل التدريب والتسليح وتقديم الدعم الأمني والعسكري عبر شركات المرتزقة مثل مجموعة "فاغنر".
وأشار المصدر إلى أن الصين تواصل توسيع نفوذها الاقتصادي، مع حضور عسكري متزايد، وهو ما يظهر من خلال القاعدة البحرية في جيبوتي.
أما تركيا، فتسعى وفقا للموقع، إلى أن تعزّز تعاونها مع دول القارة في مجالات متعددة، بدءا من الدفاع، وصولا إلى مشاريع البنية التحتية.