جرائم داخل العائلات لا يصدقها العقل

38serv

+ -

لا تزال الجزائر تفجع في كل مرة بجرائم قتل خطيرة بشكل لا يصدقه العقل، حيث يقدم الأب على قتل أولاده، ويقدم الإبن على قتل والديه، إضافة إلى جرائم أخرى تشيب لها الولدان سجلتها مختلف مصالح الأمن.

كان لجريمة القتل التي حدثت قبل أيام، ببلدية بيضاء برج في أقصى جنوب سطيف، أثر بالغ في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكر رواده طبيعة الجريمة التي أقدم عليها رجل في الـ 44 من العمر ويعاني من اضطرابات عقلية ونفسية، بعد أن أقدم على قتل زوجته بواسطة طعنها عدة مرات بالسكين، قبل أن يقوم بنفس الأمر مع ابنته صاحبة الـ 12 ربيعا، فيما طعن ابنه أيضا صاحب الـ 6 سنوات، الذي أدخل غرفة الإنعاش.

وتأتي هذه الجريمة بعد أيام قليلة من جريمة أكثر فظاعة في ولاية غرداية، حيث أقدم أب على قتل وحرق أربعة من أطفاله الصغار. الحادثة، التي كشف تفاصيلها وكيل الجمهورية لدى محكمة غرداية، بدأت ببلاغ من زوجة الجاني الذي اعترف لها بفعلته.

الأب اصطحب أطفاله في رحلة نزهة قبل أن يقوم بخنقهم وحرقهم في مكان خالٍ باستخدام البنزين، في مشهد هز مشاعر الجزائريين جميعاً. وقد أكدت التحقيقات أن الأب يعاني من ضغوط نفسية شديدة دفعته إلى ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

وقبل أيام فقط، وقعت في بلدية أم الذروع، بولاية الشلف، جريمة ممثالة مروعة، حيث قتل رجل ابنته الرضيعة التي لا يتجاوز عمرها الثلاثة أشهر.

ويعج أرشيف المحاكم بجرائم من هذا النوع، منها تلك التي حدثت منذ سنوات ببلدية تيزي نبراهم، التابعة إداريا لدائرة موكلان شمال ولاية سطيف، أين تم تسجيل جريمة خطيرة راحت ضحيتها امرأة تبلغ من العمر 38 سنة، حيث أقدم والد زوج الضحية على إطلاق رصاصتين قاتلتين من بندقية صيد مباشرة نحو بطنها فأرداها قتيلة على الفور، فيما أصاب ابنه بطلقة أخرى تم نقله على أساسها إلى مستشفى السعيد عوامري ببلدية بوقاعة.

وحسب بعض الشهود العيان وجيران العائلة، فإن الشيخ الطاعن في السن المدعو "خ،ع" ، دخل في مناوشات مع ابنه حول عملية تشييد بيت داخل قطعة أرضية رفض الشيخ أن يستولي عليها الإبن، وباشر أعمال البناء دون أن يخطر والده، الأمر الذي أغضب والده كثيرا، فدخل في شجار حاد مع الإبن وزوجته، قبل أن يحمل بندقية الصيد ويوجه رصاصتين إلى بطن زوجة ابنه، زيادة على إصابة ولده.

طفل في 17 من العمر يقتل والديه وأخته

أما الجريمة الأخطر التي عرفتها ولاية سطيف، كانت حين أقدم المدعو (س. س 17 سنة وتلميذ في الطور الثانوي، على قتل أمه ووالده وأخته، فيما أدخل شقيقيه قسم العناية المركزة بالمستشفى الجامعي بسطيف.

دخل الشاب إلى غرفة الوالد البالغ من العمر 60 سنة بحي دالاس وسط مدينة سطيف، وأجهز عليه بواسطة قضيب حديدي على الرأس جعل مخه يتناثر في جميع أرجاء الغرفة، وتركه يتخبط وسط بركة من الدماء أغرقت محتويات الغرفة بالكامل، ثم أغلق المجرم الغرفة بإحكام، ونزل إلى الطابق السفلي للمنزل، وقام بضرب والدته على رأسها بواسطة نفس القضيب الحديدي حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ووصل به الأمر إلى وضع رأسها داخل بالوعة المياه بالحمام.

ثم انتقل بنفس الطريقة إلى أخته البالغة من العمر 31 سنة، حيث قام بضربها على مستوى الرقبة إلى أن ماتت وكاد يفصل الرأس عن الجسد بسبب شدة الضرب، ثم ترصد لشقيقيه خلف باب المنزل، وبمجرد دخول أخيه البالغ من العمر 25 سنة، ضربه على رأسه، لكن الله لم يشأ أن يلتحق بالضحايا، حيث تمكن من تسلق جدار الفناء وفر نحو المستشفى بمساعدة الجيران.

وبعد دقائق من ذلك عاد الشقيق الآخر، 27 سنة، ليجهز عليه بنفس القضيب الحديدي لكنه تمكن من الفرار أيضا، قبل القبض عليه وإيداعه السجن، فيما تعود أسباب الجريمة إلى أن الشاب طلب مبلغا من المال من أجل أن يهاجر عبر "قوارب الحرقة" إلى إيطاليا لكن الأب لم يعطه المال.

يقتل زوجته وييتم أطفاله

وفي مستغانم، اهتزت بلدية ماسرى، قبل سنوات، على وقع جريمة قتل راحت ضحيتها أم لطفلين تبلغ من العمر 30 سنة على يد زوجها البالغ من العمر 37 سنة، بطال يعيش في فقر مدقع رفقة أسرته الصغيرة.

الضحية توفيت بعد أن تعرضت إلى الضرب المبرح والتعذيب بواسطة الكي، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة في بيت الزوجية بذات الحي، أما أسباب الشجار والضرب المبرح المؤدي للوفاة فتبقى عائلية.

وعادة ما يدخل الجزائريون في دوامة من التساؤلات وعلامات الاستفهام عندما تتناهى إلى أسماعهم جرائم قتل الأقارب، غير أنهم لم يجدوا إجابات شافية وكافية للأسباب والخلفيات التي تدفع شخصا للإقدام على إنهاء حياة قريبه الذي تربطه معهم علاقة دم وثيقة، فيستسلمون للاستعاذة بالخالق وتكرار الحوقلة.

 شيخ يطلق النار على أهل بيته

من بين تلك الجرائم الخطيرة، ما عرفته قرية عين مرقوم التابعة إداريا لبلدية ماوكلان، أين وقعت جريمة قتل شنعاء قبل صلاة الجمعة بدقائق قليلة، وراح ضحيتها ثلاثة أفراد من عائلة الجاني، زيادة على 6 مصابين آخرين تم نقلهم على جناح السرعة إلى مستشفى السعيد عوامري ببوقاعة.

وحسب شهود عيان من المنطقة، فإن الجاني المدعو "ب، م" البالغ من العمر 72 سنة، دخل في حالة هيجان وهستيريا كبيرة بعد أن أحضر ابنه شاحنة من أجل ترحيل أثاثه نحو منزل آخر كان قد استأجره بسبب كثرة المشاكل داخل البيت، لكن الجاني كان غير راض عن الخطوة وهدد ابنه بأنه سيمنعه من ذلك.

وفور مشاهدته، للشاحنة توجه إلى ابنه بعد أن أحضر بندقية الصيد، وقام بإطلاق النار على ابنه وأخيه وابن أخيه الذي يبلغ من العمر 10 سنوات فقط، فأرداهم قتلى على الفور.

وحين هرع بعض أفراد العائلة والجيران إلى المكان بعد سماع الطلقات النارية، قام برميهم بشكل عشوائي بالرصاص، حيث أصاب ستة منهم بجروح خطيرة للغاية، ثم توجه نحو غرفته من أجل إعادة إحضار الذخيرة الحية، غير أن أحد الجيران تجرأ ودخل المنزل على حين غرة وقيده بالحبال ونزع منه البندقية في آخر لحظة، ثم قام بإخبار مصالح الدرك الوطني التي حضرت بسرعة إلى عين المكان وقامت بالقبض على الجاني واقتياده إلى مركز الدرك.

من جهة أخرى، تم نقل جثث الضحايا إلى مستشفى بوقاعة، فيما تم نقل الجرحى إلى جناح الاستعجالات، أين تم إخضاعهم إلى عمليات جراحية عاجلة.

قتل والدته وأخويه ذبحا

وفي سبتمبر 2008، أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة شابا في الـ 26 من عمره بعقوبة الإعدام، لارتكابه جناية قتل الأصول في حق والدته وأخويه ذبحا بالسكين، في ثاني يوم من شهر رمضان بالقبة.

المجرم وفق وقائع القضية، قام بمناداة أخته للغرفة، ولما حضرت أغلق الباب وأخرج السكين من خزانته ثم طعنها، ولما شرعت في الصراخ تقدم الأخ لنجدته بعد كسر الباب المقفل، لكن المتهم انهال عليها بالسكين ثم ذبحهما ووضع الواحد فوق الآخر، ثم نظف المكان وأخفى سكينه، منتظرا قدوم الوالدة على الساعة الثالثة زوالا من العمل. هذه الأخيرة التي توجهت لأداء صلاة الظهر فهم بذبحها من الخلف، لكنها قاومته بشدة وعضت أصبعه، فطعنها عدة مرات حتى أرداها قتيلة

واعترف المتهم أمام جلسة المحاكمة، آنذاك، بقتله لوالدته وأخويه، بحجة أنهم كانوا يعاملون والده المريض بطريقة سيئة، الأمر الذي حز في نفسه كثيرا وجعله يفكر في الانتقام له بعد شهر من وفاته.

 والد يخنق ولده حتى الموت

وأيضا من بين الجرائم التي أسالت الكثير من الحبر، ما أقدم عليه أحد الآباء بقرية قجال، جنوب ولاية سطيف، حين قام بخنق ابنه حتى الموت، ثم لفه في غطاء صوفي ثم سكب عليه البنزين، ومن ثمة أضرم النار فيه.

فيما روى لمصالح الدرك خلال التحقيق معه بأنه كان يخنقه وهو يرى فيه شيطانا ذا شكل غريب، وليس ابنه وفلذة كبده زيد، أين قام بالاغتسال قبل ذهابه إلى المسجد لأداء صلاة الصبح في جماعة، وهو ما يفسر اتباع الجاني لقواعد معينة في الجريمة التي تسوقه لأن يتطهر بالماء ثم الصلاة في جماعة من أجل التطهر من ذنبه في القتل.

وهي التقاليد التي تتبناها جماعات متطرفة في العديد من الديانات، أين أخبر الجاني مصالح الدرك بأنه يرى في نفسه المهدي المنتظر الذي يقوم بقتل الشيطان.

وهي نفس الطريقة التي انتهجتها أستاذة ببلدية أولاد سي أحمد، جنوب الولاية، قبل سنة من الآن في جناية قتل أختها بواسطة خنقها بخمار رفقة أمها وشقيقتيها، مدعية بأنها تنفذ وصايا قوى غريبة تأمرها بذلك.