تحل اليوم الذكرى الرابعة لرحيل المدير العام الأسبق وأحد الأعضاء المؤسسين لشركة ويومية "الخبر"، شريف رزقي، معيدة وسط الجريدة ومعارف المرحوم العائلية والمهنية، مناقب الرجل "العنيد" لما يتعلق الأمر بالحقوق والحريات، والفذ لما يتعلق الأمر بإدارة مؤسسة إعلامية بتاريخ وحجم وفلسفة "الخبر".
أدار شريف رزقي المؤسسة في فترتين منفصلتين، الأولى في فترة التسعينيات المجنونة، قبل أن يغادرها سنة 1998، والثانية من 2008 إلى 2015، وفيها شهدت المؤسسة صراعا وجوديا مع وزير الاتصال الأسبق حميد ڤرين ومن خلفه، وأدارها الشريف بمنطق "بشرف إلى آخر الرمق"، مواجها بذلك كبار رموز حكم بوتفليقة.
وفي هذه الفترة أيضا، شهدت "الخبر" ميلاد أول فرع نقابي في تاريخها، وكانت تجربة رائدة وناجحة ومحل دراسات وبحوث جامعية ونموذجية في الإعلام الخاص العربي والدولي، الذي نادرا ما يشهد مخاضات من هذا القبيل، بسبب النزعة الأحادية التي يفرضها أغلب أصحاب المؤسسات الإعلامية.
وتحسب هذه التجربة للراحل شريف رزقي، بوصفها قرارا شجاعا اتخذه بعد تجاذبات ومخاضات ومفاوضات عسيرة، غيرت من نمط تسيير المؤسسة من النموذج التقليدي القائم على الأحادية والسلطوية، إلى نموذج عصري قام بتوزيع وتنويع مراكز القرار داخل المؤسسة، بما يجعلها تتكيف وتستجيب للمواصفات العالمية، وصارت في نهاية المطاف مسألة تشرف شريف أكثر منها قرارات بالتنازلات وتقاسم سلطة القرار داخل المؤسسة.
واستطاع الراحل إدارة الأزمات في عهدتيه، بفضل حنكته وصموده، وتجربته التي انطلقت من عمله كصحفي بالقسم الرياضي بيومية "المساء" الناطقة بالعربية، قبل أن يصبح من المؤسسين ليومية "الخبر" رفقة كل من الراحل عمر أورتيلان، عامر محيي الدين، عثمان سناجقي، علي جري، كمال جوزي، وآخرين، ليتولى بعد ذلك منصب مدير التحرير بجريدة "الخبر"، وكان دائما يحرص على الالتزام بأخلاقيات العمل المهني في كتاباته، وبشهادة معاصريه ومرافقيه.
وشكل الشريف مركز ثقل الجريدة في استقرارها أو أزماتها، وكان يتموضع في الصفوف الأولى لكل تحد أو أزمة، وهو من بناة الإعلام الحر في الجزائر وبوابة للعديد من الصحفيين الذين تألقوا اليوم في سماء الصحافة الجزائرية والعربية. ومن مهامه أيضا، تولى منصب مدير النشر بـ"الخبر الأسبوعي"، وكذا مكلفا بالاتصال بالمجلس الشعبي الوطني لعدة أعوام.